Esraa Eman Hussein{Admin} Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 4049 تاريخ التسجيل : 15/06/2009 العمر : 35 الموقع : www.esraa-2009.ahlablog.com
| موضوع: السلطان مراد الأول .. بطل كوسوفا وقاهر الصرب الإثنين 23 أغسطس 2010, 3:42 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كانت منطقة أسيا الصغرى أو الأناضول من البقاع الهامة والخطيرة فى نفس الوقت منالعالم القديم حيث كانت تربط بين العالم الإسلامى والدولة البيزنطية العدو التقليدىوالقديم للدولة الإسلامية ، وكانت منطقة الأناضول منقسمة لعدة إمارات فى أغلبهاضعيف ومتفرق ولربما متحارب مع الجيران ، وحالها أشبه ما يكون بحال دولة الطوائفبالأندلس ، فقيض الله عز وجل للأناضول الدولة العثمانية التى ستوحد هذه الإماراتالمتفرقة وذلك إبتداءاً من قيام الدولة العثمانية سنة 699 هجرية .
*كان أول منقاد الدولة العثمانية هو 'عثمان بن أرطغرل' الذى حكمها من سنة 699 هجرية حتى سنة 726 هجرية ، ومن بعده 'أورخان الأول ' الذى حكمها من سنة 726 هجرية حتى سنة 761هجرية ، وخلال هذه الفترة إهتم القائدان بتثبيت أركان الدولة الناشئة اجتماعياًواقتصادياً وسياسياً وإدارياً لذلك كان حجم الدولة العثمانية مازال صغيراً ولم تحققشيئا من أهدافها المعلنة وذلك لمراعاة سنة التدرج فى قيام الدول والمجتمعات القويةالتى سيناط بها بعد ذلك أعظم المهام الجسام .
*استلم السلطان 'مراد الأول' قيادة الدولة العثمانية سنة 761 هجرية وحجمها ومساحتها خمسة وتسعينألف كيلو متر مربع ولم يكن للدولة العثمانية أى قواعد بأوروبا ماعدا ميناء 'غاليبولى' ولم تكن أيه إمارة أناضولية
انضمت للدولةالعثمانية سوى إمارة ' قره سي' ، لذلك كان على السلطان ' مراد الأول' العمل علىجهتين الأولى توحيد الأناضول الذى يعتبر ثغر الإسلام والثانية أوروبا النصرانية حيثالدولة البيزنطية والهدف المنشود الذى قامت من أجله الدولة العثمانية هو ' فتحالقسطنطينية' .
الضربة الخاطفة
* من أول عامتسلم فيه ' مراد لأول ' القيادة عمل على إيجاد نقطة استراتيجية للعثمانيين بأوروباوبالفعل استولى على مدينة ' أدرنة' البلقانية سنة 762 هجرية فى ضربة خاطفة للدولةالبيزنطية لأن هذه المدينة كانت من أهم المدن بعد العاصمة القسطنطينية ، وفوراًاتخذ مراد الأول قراراً استراتيجياً فى غاية الذكاء والحكمة السياسية والعسكرية حيثجعل هذه المدينة ' أدرنة ' عاصمة للدولة العثمانية وذلك من أجل الاستفادة من موقع 'أدرنة 'الاستراتيجى ودفاعاتها الحصينة فى نقل الحرب إلى قلب الجبهة الأوروبية وظلت ' أدرنة' عاصمة الدولة العثمانية حتى فتح القسطنطينية سنة 857هجرية.
* وكان لنقلالوجود الإسلامى إلى الجبهة الأوروبية أثر شديد ورنة كبيرة عند نصارى أوروبا ،وسرعان ما سقطت عدة مدن 'فلييه' 'كلمجينا' 'وردار'وبالتالى صارت القسطنطينية محاطةبالدولة العثمانية من كل مكان فى الجبهة الأوروبية .
السلطان مراد وتوحيد الأناضول
*كان الهدفالمعلن الذى قامت من أجله الدولة العثمانية هو فتح القسطنطينية ونشر الإسلامبأوروبا ، لذلك كانت كل تحركات سلاطين هذه الدولة من أجل تحقيق هذا الهدف ، فلمااعتلى 'مراد الأول' سدة الحكم العثمانى جعل أولى مهامه توحيد الأناضول أى الجبهةالداخلية وقاعدة الإنطلاق الأولى للتمكين والظفر على أوروبا واتبع 'مراد الأول' سياسة حكيمة من أجل هذا التوحيد ، حيث عمل على مصاهرة ومعاهدة أمراء الأناضول منأجل الضم السلمى لمقاطعاتهم .
*اصطدم 'مرادالأول' بعدو لدود اسمه 'علاء الدين' وكان أمير القرمان الذى وقف سداً منيعاً أماممحاولات 'مراد التوحيدية' واستنهض هذا الأمير باقى أمراء الأناضول من أجل محاربة 'مراد الأول' فاضطر 'مراد' لئن يقاتلهم مع كراهيته لهذا القتال لكونه ضد مسلمينولكنهم للأسف كانوا عقبة كؤوداً فى طريق التمكين والفتح الإسلامى ، وأنَا لصف متفرقومختلف أن يتمكن أو ينتصر.
* استطاع 'مرادالأول' أن يحشد جيشاً قوياً لمنازلة أمراء الأناضول الرافضين للوحدة ، وهزم 'مراد' 'علاء الدين' ودخل مدينة أنقرة عاصمة 'القرمان' ،
وعفا 'مرادالأول' عن عدوه 'علاء الدين' وحاول استمالته بأن تزوج من ابنته ليضمن أمن شره ومكرهولكن هذه المصاهرة لم تطفىء نار الحقد فى قلب علاء الدين ، فتآمر مرة أخرى مع بعضالأمراء المستقلين فى الأناضول وشنوا حرباً قوية ضد 'مراد الأول' ولكنه انتصر عليهممرة أخرى فى معركة ' سهل قونية' ووقع 'علاء الدين' فى الأسر وعفا 'مراد الأول' عنهمرة أخرى ، وقام 'مراد' بتزويج ابنه 'يزيد' من ابنة أمير كرميان فقدم الأب مدينة 'كوتاهية'لإبنته فضمت إلى الدولة العثمانية ، ثم ألزم أمير دويلة الحميد بالتنازلعن أملاكه للدولة العثمانية .
وهكذا نرى كمااستهلك 'مراد الأول' من الوقت والجهد والمال من أجل توحيد الصف المسلم ، ولو أنأمراء الأناضول كانوا على نفس المستوى الإيمانى والأخلاقى والشعور بالمسؤلية تجاهقضية دعوة الإسلام ونشرها لسارعوا بالإنضمام تحت لوائه فى حربه ضد أوروبا ، ولكنالأطماع والأهواء وحب الرياسة والدنيا دائماً ما تكون صخرة صلدة تتحطم عليها آمالوأحلام المخلصين من هذه الأمة.
وبعد هذا الجهدالجهيد إستطاع 'مراد الأول' أن يوحد الصف الداخلى استعداداً للهدف الحقيقى والجهادالأكبر على الجبهة الأوروبية .
الفتوحات الأوروبية
*بعدما وحد 'مراد الأول' الجبهة الداخلية للمسلمين ، يمم 'مراد' وجهه إلى الجهة الأصلية حيثأوروبا والدولة البيزنطية،وبعد الضربة الخاطفة التى قام بها'مراد بالاستيلاء علىمدينة 'أدرنة' البلقانية وحولها إلى عاصمة للدولة العثمانية لجعلها قاعدة الانطلاقعلى أوروبا،قام 'مراد' بضربات سريعة وخاطفة فى منطقة البلقان،فاستولى على مدينة 'فليبه' 'وكلجمينا' و'وردار' وكان هذا السقوط نذير خطر لدى الدولة البيزنطية التىأصبحت عاصمتها القسطنطينية محاطة بالعثمانيين من كل اتجاه .
* أدخلت هذهالضربات السريعة والخاطفة الرعب فى قلوب نصارى أوروبا فجددوا العزم على إعادة شعارالحملات الصليبية وقد توقفت منذ قرن وزيادة من الزمان،وأرسل أمراء أوروبا المجاورينللدولة العثمانية رسائل استغاثة وطلب شرعية لقتالهم ضد المسلمين من بابا روما، بلذهب إمبراطور القسطنطينية 'يوحنا باليوج' لأبعد من ذلك حيث ذهب بنفسه إلى الباباوركع أمامه وقبل يديه ورجليه وبللهما بالدموع وطلب منه إعلان الحرب الصليبيةالمقدسة ضد المسلمين،هذا على الرغم من الخلاف المذهبى العميق بين الطرفين فهذاأرثوذكسى وذلك كاثوليكى،والعداوة بينهما قديمة وشديدة ولكنهما على الإسلاموالمسلمين يداً واحدة،فوافق البابا على طلب إمبراطور القسطنطينية شريطة أن تخضعالكنيسة الشرقية 'الأرثوذكسية' للكنيسة الغربية 'الكاثولكية' واضطر 'يوحنا باليوج' للقبول لهذا الشرط المذل .
عاقبة التهور
*أدى إعلانالبابا 'أوربان الخامس' الحرب الصليبية على المسلمين العثمانيين لاشتعال الحميةوالحماس فى قلوب ملوك شرق أوروبا والمجاورين للدولة العثمانية،هذا الحماس جعل ملك 'المجر' الحاقد 'أوروك الخامس' بالاتحاد مع أمراء من الصرب والبوسنة ورومانيا،يقررالهجوم على الدولة العثمانية دون إنتظار لما سوف يرسله البابا من إمدادات،ليكون لهقصب السبق ونيل الشرف فى الانتصار على الدولة العثمانية واستغل فرصة إنشغال السلطان 'مراد الأول' فى قمع بعض الحركات الداخلية فى منطقة الأناضول وهجم بجيش يقدر بستينألف مقاتل على مدينة 'تشيرمن' عند نهر 'مارتيزا' .
*كان قائدالحامية العثمانية فى المدينة بطلاً مشهوراً فى صفوف العثمانيين اسمه 'لالاشاهين' وكان صاحب دهاء وخبرة عسكرية كبيرة وشديد الثبات والتمرس فى قتالالأوروبيين،فاستطاع هو وجنوده البواسل ان ينزلوا بالتحالف الصليبي هزيمة ساحقة رغمالفارق الكبير بين الجيشين،وغرق أمراء الصرب عند فرارهم من المعركة فى نهر 'مارتيزا' ونجا ملك المجر الصليبى 'أوروك الخامس' بشق الأنفس،وعاد إلى بلده يجرأذيال الخيبة ويضمر نية المعاودة إذا سنحت له الأقدار .
مراد المرعب
* كان إنتصارالعثمانيين على التحالف الصليبى الذىقاده ملك المجر 'أوروك' كابوساً يقلق مضاجعنصارى أوروبا عموماَ وملوك وأمراء البلقان خصوصاً،وكان الكابوس يزداد سوءاً عليهملأن أحد قادة الجيش العثمانى هو الذى انتصر عليهم وليس السلطان مراد نفسه،مما ألقىالرعب فى قلب 'أوروك الخامس' وجعله يحجم عن أدنى مشاركة فى القتال ضد العثمانيينخشية أن يقتل هو نفسه هذه المرة.
*عندما رأىأمراء البلقان إحجام 'أوروك' عن معاودة القتال ضد المسلمين،اتفق رجلان على تولىزمام المبارة ضد العثمانيين،وهما ملك الصرب 'لازار بليانوفيتش' وأمير البلغار 'سيسمان' وقد جمعهما الحقد والكراهية والعداوة المتجذرة ضد المسلمين عموماًوالعثمانيين خصوصاً، وجمعهما أيضا الخوف من ضياع ملكهم وبلادهم .
* أعد الرجلانجيشاً كبيراً لقتال العثمانيين فى منطقة جنوب البلقان،بعد مناوشات خفيفة مع الحمياتالعثمانية بالبلقان أدرك الصليبيون مدى ضعفهم مقارنة بالأسود العثمانيين،فاضطرواإلى قبول الخزى والصغار ودفعوا الجزية للسلطان 'مراد الأول'، وحتى يأمن 'سيسمان' جانب العثمانيين قدم ابنته الأثيرة زوجة للسلطان 'مراد الأول'، وبالفعل تزوجها 'مراد' مما يوضح مدى الرعب الذى دخل فى قلوب نصارى أوروبا من ناحية 'مراد الأول' .
* نتيجة لتأخرالصرب والبلغار فى دفع الجزية السنوية،اندفعت الجيوش العثمانية لتأديب المتمردينوقامت بفتح بعض المدن الصربية فى جنوبى 'يوغوسلافيا' اليوم،ثم قامت بفتح مدينة 'صوفيا' سنة 784 هجرية بعد حصار دام ثلاث سنوات،ثم فتحت مدينة 'سالونيك' المقدونيةوهى تقع الأن فى اليونان،وهكذا نرى الرد العثمانى القوى والرادع للخارجينوالمتمردين .
* استحقالسلطان 'مراد الأول' بحق لقب مرعب أوروبا وكابوسها الأول بعدما بلغت درجة الرعب منسطوة وقوة 'مراد الأول' درجة جعلت إمبراطور 'بيزنطة' 'يوحنا باليوج'يقوم بقتل ولده 'اندرونيكوس' خوفاً من بطش 'مراد الأول' ذلك لأن 'اندرونيكوس' تحالف مع بعضالخارجين على 'مراد الأول'
بين المطرقة والسندان
* فى عزالانتصارات التى يجنى المسلمون ثمارهم على الجبهة الأوروبية، وقعت عدة حوادث خطيرةعلى الجبهة الداخلية للدولة العثمانية،ذلك أن الأمير 'علاء الدين القرمانى' الذىذاق مرارة الهزيمة من 'مراد الأول' عدة مرات وكل مرة يعفو عنه ويصفح، كان مازاليقتات على أحقاده وضغاءنه ضد العثمانيين حتى امتلأ قلبه بالسواد وانعقد على التمردوالثورة مرة أخرى رغم العفو والصفح والمصاهرة من جانب 'مراد الأول'، واستغل 'علاءالدين' انشغال العثمانيين بالجهاد على الجبهة الأوروبية،وشن عدة هجمات قويةبالاشتراك مع أمراء مقاطعات 'منتشا، إيدين ،صاروخان' وحقق عدة مكاسب محدودة .
*عاد مرادالأول مسرعاً للأناضول للقضاء على هذه الفتنة الناشئة قبل أن يستفحل أمرها وتهددالكيان العثمانى كله،وهذا من فقه الحاكم بترتيب الأولويات،ذلك لأن ترك هؤلاءالمتمردين بالداخل يعصف بالدولة العثمانية وهيبتها أمام عدوها الخارجى وكلما كانالصف المسلم ملتحماً ومتماسكاً كلما كان أقوى وأجدر على منازلة عدوه الخارجى .
* استغلالصليبيون بدورهم هذه الحادثة الخطيرة وإنشغال 'مراد الأول 'بحرب الأناضول،وقررواإعداد تحالف صليبى جديد لاسترداد ما استولى عليه العثمانيون بالبلقان،فتحالف الصربوالبلغار والبوسنيون،وأعدوا جيشاً كثيفاً،واستطاعوا تحقيق عدة مكاسب محدودة علىالحامية العثمانية فى جنوب الصرب،وهكذا أصبح العثمانيون بين المطرقة والسندان .
مراد الأول بطل كوسوفا
* كان الموقفعصيباً والأحوال مضطربة، وكان لابد من إتخاذ موقف حازم وحاسم،لا يقدم على فعله إلارجلاً من طراز بطلنا المغوار 'مراد الأول' الذى قرر وبسرعة العمل على جبهتين وفتحعدة محاور قتالية ضد اعداء الإسلام من الطرفين، ونظراً لخبرة القادة العثمانييين فىقتال الأوروبيين فلقد أرسل 'مراد' بعض قادته المغاوير لقتال التحالف الصليبىبالبلقان، واتجه هو بنفسه لقتال 'علاء الدين' ومتمردى الأناضول،ذلك لأن جنوده كانوايكرهون قتال المسلمين بالأناضول،فكان حتماًعليه أن يقود الجيش بنفسه ليقنع جنودهبعدالة قتالهم وشرعيته ضد الخارجين والمفرقين لوحدة الصف المسلم .
* كانتالانتصارات الصغيرة التى حققها التحالف الصليبى بالبلقان دافعاً ومشجعاً لأميرالبلغار 'سيسمان' لئن ينقض عهده مع المسلمين ويحاول الهجوم على حدود الدولةالعثمانية نفسها،ولكنه فوجىء بما ليس له طاقة من الجيوش العثمانية الجرارة التىداهمته كالإعصار الهادر،ففر كالفأر المذعور ناحية الشمال، واعتصم بمدينة 'نيكوبلس' فى شمال بلغاريا،ولاحقته الجيوش العثمانية وضربت على المدينة حصاراً محكماً،حاول هوفكه عدة مرات ولكنه فشل وفى النهاية وقع أسيراً بيد المسلمين وكان الواجب على 'مرادالأول' أن يقتله جزاءاً لخيانته ولكنه كعادته عفا عنه بعدما أخذ نصف بلادهوضمها للدولة العثمانية .
* لم يكن عفو 'مراد الأول' عن 'سيسمان' إلا لعلمه أنه أحمق ومجرد أداة فى يد المحرض الأولوالحقيقى ضد المسلمين،ونعنى به رأس الأفعى الصليبية 'لازار' ملك الصرب،وكان هذاالحاقد قد أعد جيشاً قوياً وأسرع به لنجدة 'سيسمان' المحاصر بمدينة 'نيكوبلس' ولكنهوصل متأخراً بعدما وقع 'سيسمان' أسيراً،فانسحب بجيوشه ناحية الغرب بسرعة ليدخلبلاده ويحتمى بحصونه قبلما يصل إليه العثمانيون .
* فى هذهالفترة كان 'مرادالأول' قد انتهى من حروب الأناضول وتحول مسرعاً إلى الجبهةالأوروبية واشترك فى حصار مدينة نيكوبلس ، لذلك بعدما فرغ من تأديب 'سيسمان' وتقليمأظافره أسرع بجيوشه لإدراك 'لازار' قبل دخول بلاده ، وبالفعل أدركه العثمانيون عندسهل 'قوس أوه' أو كوسوفا الآن ،ودارت حرب عنيفة بين الجيشين على غيظ وحنق من كلاهماللآخر ، وصبر المسلمون صبراً بليغاً حتى أنزل الله عز وجل نصره على المسلمين وقتلالكلب الخبيث 'لازار' بسبب ما فعله من شناعات ومذابح للأسرى المسلمين وكانت هذهالمعركة فى 15شعبان سنة 791هجرية.
استشهاد مراد الأول
* بعد الانتصارالساحق الذى حققه المسلمون على الصرب الملاعين، قام السلطان مراد الأول بتفقد ساحةالمعركة ليتعرف على أحوال جنوده وهكذا يكون القائد الحكيم، ويدور بنفسه بين صفوفالشهداء وهو يترحم عليهم ويدعو للجرحى بالشفاء، وفى أثناء ذلك قام جندى صربى خسيساسمه 'مليكو فتيش' وكان قد تظاهر بالموت ليفلت من سيوف المسلمين ، وأسرع نحوالسلطان متظاهراً برغبته فى الإسلام ومحادثة السلطان وتمكن الحراس من القبض عليه ،ولكن السلطان ' مراد الأول' أشار للحرس بان يطلقوه لينال ثواب إسلام الرجل على يديه، فلما اقترب هذا الكلب الصربى من السلطان تظاهر بأنه يريد تقبيل يد السلطانوبمنتهى الغدر والخسة أخرج هذا الكافر من كمه خنجراً مسموماً وطعن به السلطان 'مرادالأول' طعنة قاتلة ،وانقض الحراس على الكلب فمزقوه بسيوفهم، ولكن ذلك لم يفد شيئاًفقد استشهد 'مراد الأول' رحمه الله فى نفس يوم المعركة 15شعبان 791هجرية وكان عمرهوقتها 65عاماً .
* ومما يدل علىمكانة هذا البطل العظيم وفضله وإيمانه العميق بالله عز وجل أنه قد طلب الشهادة منالله عز وجل ليلة المعركة وكأنه قد شعر قبل هذه المعركة أنها ستكون الأخيرة فىسلسلة معاركه الطويلة والتى بلغت سبعاً وثلاثين معركة كلها لأعلاء كلمة الله عز وجلونشر دعوة التوحيد فى بلاد أوروبا لذلك تكللت كلها بالنصر والظفر ، وكان من دعائهليلة المعركة'يا الله يا رحيم يا رب السموات يا من تتقبل الدعاء لا تخزنى يا رحمنيا رحيم ، استجب دعاء عبدك الفقير هذه المرة ، أرسل السماء علينا مدراراً وبدد سحبالظلام ، فنرى عدونا ، وما نحن سوى عبيدك المذنبين ،إنك الوهاب ونحن فقراؤك ، أفديكروحى فتقبل رجائى ولا تجعل المسلمين يبوء بهم الخذلان أمام العدو ، يا إلهى إننىأقسم بعزتك وجلالك أننى لا أبتغى من جهادى هذا الدنيا الفانية ولكننى أبتغى رضاك ،ولا شىء غير رضاك يا إلهى إننى أقسم بعزتك وجلالك أننى فى سبيلك فزودنى تشريفاًبالموت فى سبيلك.
فاستجاب اللهعز وجل له وختم حياته الجهادية الطويلة بأغلى وأثمن ما يرتجيه أى مجاهد فى سبيلالله وفاز بالدرة المنشودة ونال أعلى المقامات ، وانضم لطابور القادة الشهداء الذينقادوا الجيوش وسألوا الله الشهادة مثل 'أنس بن النصر' 'البراء بن مالك' 'النعمان بنمقرن' رضىالله عنهم أجمعين .
شهادة الأعادى
أذا أطرىالمسلمون على بطل من أبطالهم أو زعيم من زعمائهم فهذا أمر طبيعى ومتوقع وقد يظنالبعض أن فيه مزيد مبالغة ومحاباة بدافع الدين والعصبية،ولكن أن يثنى أعداء الإسلامعلى بطل من المسلمين طالما ذاقوا على يديه مرارة الهزيمة ، فإن هذا هو قمة الفضلوتمام المكانة وهذا ما حدث بالفعل مع السلطان 'مراد الأول' واسمع شهادات الأعادى .
*قال المؤرخالبيزنطى 'هالكو ندبلاس' عن 'مراد الأول' : 'قام مراد بأعمال هامة كثيرة ودخل 37معركة سواء فى الأناضول أوفى البلقان ، وخرج منها جميعاً ظافراً ، وكان يعامل رعيتهمعاملة شفوقة دون النظر لفوارق العرق والدين .
* وقال المؤرخالفرنسى 'كرينارد' : 'كان مراد واحداً من أكبر رجالات آل عثمان وإذا قومناه تقويماًشخصياً ، نجده فى مستوى أعلى من كل حكام أوروبا فى عهده' .
المصادر :
1. تاريخالدولة العثمانية د: على حسون
2. تاريخالدولة العلية محمد فريد وجدى
3. الدولةالعثمانية المفترى عليها د: عبد العزيز الشناوى
4. عوامل نهوضوسقوط الدولة العثمانية د: علىالصلابى
5. أطلس تاريخالإسلام حسين مؤنس
6. التاريخالإسلامى محمود شاكر
7. شذاراتالذهب ابن العماد الحنيلى
8. أيامالإسلام شريف عبد العزيز
| |
|