ضمان الجودة والاعتماد في
التعليم المفتوح والتعلم من بعد
(الملخص)
يعيش العالم المعاصر ثورة تقنية غير مسبوقة في مجال المعلومات والاتصال(ICT) وقد حولت هذه التقنية مكونات المجتمع المعاصر إلى معرفة رقمية وشفافية ثقافية ومدارس ذكية وبيئات افتراضية. كما جعلت هذه التقنية العديد من التربويين وصناع القرار التربوي في العالم أجمع تقريباً ينظرون إلى إمكاناتها باعتبارها فرصة سانحة ينبغي استثمارها لإحداث تحول نوعي في المنظومة التربوية بجميع مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها ، وقد تنوعت الجهود والمبادرات في مجال دمج التقنية في مؤسسات التعليم الجامعي والعالي بدءً بعمليات الإدارة والقبول والتسجيل وغيرها، ومروراً بتحويل التعليم عن بعد التقليدي (أنظمة المراسلة والإذاعة والتلفزيون) إلى تعليم الكتروني أو افتراضي على الانترنت. ومن وجهة نظر هذه الورقة فإن التعلم عن بعد اتجاه تعليمي تنطوي تحته كل الصيغ المذكورة آنفًا من صيغ التعليم والتعلم، بمعنى أن التعلم عن بعد اتجاه عام في التعليم، أما التعليم المفتوح والافتراضي والإلكتروني والرقمي وشبكات التعلم وغيرها فما هي إلا صيغ وأنماط للتعلم عن بعد. ومن ثم ستحاول هذه الورقة أن تعرض لمعايير ضبط الجودة والاعتماد في هذا النوع من التعليم أملا في الوصول به إل حالة من الثقة التي تجعل الناس يقبلون عليه ويثقون في مخرجاته .
أن المقصود بالجودة في التعليم العالي عن بعد والتعليم الجامعي المفتوح، هو وجود نظام مكون من مجموعة من الإجراءات والإرشادات التي تضعها الهيئة التربوية المسؤولة أو المؤسسة التعليمية نفسها، لتهتدي بها في تنظيم عملها في توفير خدمات تعليمية فعالة، كإنتاج المواد التعليمية الجيدة، وتوصيل المعلومات، وتقديم المادة العلمية، وقياس تحصيل الطلبة مما يتفق وهذه المعايير والإجراءات ، ولم يعد ضمان الجودة خيارًا في التعليم المفتوح والتعليم عن بعد بل هو أمر بات حتميًا ، هذا ومن أبرز ضوابط ومعايير جودة التعليم عن بعد ما يلي :
ـ تصميم المنظومة المتكاملة للتعلم عن بعد.
ـ المعايير الأكاديمية ومعايير الجودة في مراحل تصميم البرامج واعتمادها ومراجعتها.
ـ ضبط الجودة والمعايير في إدارة برامج التعلم عن بعد.
ـ التحصيل العلمي للطالب.
ـ تطوير التعلم الذاتي.
ـ دعم الطلاب.
ـ تواصل الطلاب.
ـ تقييم الطلاب
و يوجد عدد كبير من الدول لها تجارب ناجحة في ميدان التعلم عن بعد وقامت بعضها بتبني معايير وضوابط وضعت من قبل هيئات ومجالس متخصصـة لتحديد آلية تقديم الاعتماد (Accreditation) للبرامج التعليمية التي تطرح بواسطة مؤسسات التعلم عن بعد بأنماطه وأشكاله المختلفة إلا أن دول العالم العربي بشكل عام تعاني من وجود تشريعات قديمة في مجالات ترخيص واعتماد مؤسسات التعليم العالي والكثير منها ليس لديها أي قوانين للاعتماد لكل البرامج التعليمية المنفذة بطريقة التعلم المفتوح أو التعلم عن بعد، وسوف نتناول في هذا الورقة التجربة البريطانية وتجربة الولايات المتحدة الأميركية في تطبيق معايير الإعتماد على مؤسسات التعلم عن بعد.