دور الحزب الاشتراكي اليمني في تحقيق الوحدة اليمنية من منتصف الخمسينيات وحتى إعلان الوحدة اليمنية في مايو 1990م
الباحث:
أ / معمر عبد الرحمن عمر حسن السقاف
الدرجة العلمية:
ماجستير
الجامعة:
عدن
الكلية:
الآداب
القسم:
التاريخ
بلد الدراسة:
اليمن
لغة الدراسة:
العربية
تاريخ الإقرار:
2006
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
مقدمة البحث:
تهدف هذه الأطروحة إلى توثيق نضال الحزب الاشتراكي اليمني كحزب سياسي عملاق ومؤثر ظلت جذوره التاريخية في جنوب الوطن سابقاً ( الجبهة القومية وحزب الطليعة الشعبية واتحاد الشعب الديمقراطي ) تكافح من أجل انتصار ثورة التحرر الوطني من الاستعمار البريطاني وحتى نيل الاستقلال الوطني في30 نوفمبر 1967م , ونظراً لانتماء تلك الأحزاب إلى جذور سياسية أخرى أممية وقومية وحدوية , كالحركة الشيوعية العالمية وحركة البعث في الوطن العربي وحركة القوميين العرب ، فإن تلك الجذور التاريخية الأممية والعربية قد عكست روحها الوحدوية في التنظيمات التي تكون منها الحزب الاشتراكي اليمني مما جعلها تضع قضية الوحدة اليمنية ضمن مهامها الاستراتيجية بعد الاستقلال الوطني وذلك بالعمل على توحيد الوطن اليمني شماله وجنوبه في دولة واحدة تقضي على التمزق الذي ساد اليمن منذ انهيار الدولة القاسمية وحلول قوى محتلة هي الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن عام 1839م والاحتلال العثماني الثاني لشمال الوطن عام 1872م وقيام هذين المحتلين بتشطير اليمن ولأول مرة في التاريخ عام 1914م .
غير إن نضال تلك الفصائل الثلاث قد كان نضال شاق ومرير وذلك لأنه كان نضال ذي شقين : ويتمثل الشق الأول بان تلك الفصائل قد دأبت وبصعوبة في توحيد نفسها في تنظيم سياسي واحد هو التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية, ثم بعد ذلك توحيد الفصائل اليسارية في شمال الوطن وهي ( الحزب الديمقراطي الثوري اليمني ، منظمة المقاومين الثوريين ، حزب الطليعة الشعبية ، حزب العمل اليمني ، حزب اتحاد الشعب الديمقراطي ) وذلك ضمن إطار حزب واحد هو حزب الوحدة الشعبية الذي شكل مع التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية عام 1978م للحزب الاشتراكي اليمني ، وقد واجهت عملية التوحيد هذه العديد من الصعوبات التنظيمية والفكرية ولكنه تم حلها بمساعدة عناصر من حركة التحرر الوطني العربية والحركة الشيوعية العالمية ، أما الشق الثاني من النضال الشاق والصعب وهو الاختلاف في نهج النظامين السياسيين في الشمال والجنوب ،حيث يسير النظام في الجنوب وفقاً للنهج الاشتراكي العلمي والثورة الوطنية الديمقراطية ، أما النظام الثاني في ( شمال الوطن ) فيسير وفقاً للتوجه الرأسمالي ووجود القبيلة والعشيرة بكل ما تمتلك من قوة ونفوذ ، كل ذلك قد خلق العديد من العراقيل بين نظامين, بل والحروب التي عقدت الأمور أكثر فأكثر ، ونظراً لعدم جدوى الوسائل الحزبية أي تحقيق الوحدة عبر الحزب الواحد وكذا الوسائل العسكرية بين الحزب الاشتراكي اليمني وحكومة الشطر الشمالي سابقاً قد لجأ الحزب الاشتراكي إلى الأسلوب الحوار مع الحكومة في الشطر الشمالي وإلى النضال السلمي معها من أجل تحقيق الوحدة اليمنية سلمياً عام 1990م ومما ساعد على نجاح هذه الوسائل السلمية هو المتغيرات الدولية وذلك بعد انهيار المنظومة الاشتراكية العالمية وظهور فكر سياسي جديد في العالم يعتمد على الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية, مما جعل النظامين في الشطرين يتخليان عن فكرهما الشمولي ويعلنان عن قيام دولة الوحدة بنظام سياسي ديمقراطي تعددي .
إن هذه المسيرة الوحدوية الطويلة للحزب الاشتراكي اليمني وما يتمتع به من جذور تاريخية وحدوية ورصيد نضالي كبير من أجل تحقيق الوحدة اليمنية قد كلفتنا الكثير ونحن نبحث عن المصادر والمراجع والوثائق التي تغطي وقائع هذه المسيرة الوحدوية ، إذ لم نكتف بما كتب عن هذه الأحزاب وجذورها التاريخية عن كتاب آخرين بل أغنينا البحث بالكثير من المصادر والوثائق والمقابلات الشخصية لصناع وقادة الأحزاب السياسية في اليمن لدرجة أننا تمكنا أن نظهر على السطح بعض المعلومات والأفكار التي كانت في يوماً ما سرية وذلك من أجل أن نوثقها للأجيال القادمة ليطلعوا عن وقائع ابرز حدث سياسي يمني وعربي وهو تحقيق الوحدة اليمنية.
ولقد اقتضت طبيعة الأطروحة أن تعتمد على منهجين التاريخي والتحليلي عند صياغة البحث ، مما ساعدنا ذلك على تخطيط هيكل الأطروحة التي تتكون من أربعة أبواب رئيسية لكل باب يحتوي على مجموعة فصول وفقاً لما إقتضتة تلك الهيكلة والتبويبات التي تغطي الوقائع والأحداث والتحليلات بصورة متسلسلة, ومع ذلك فإننا لانشعر بأننا قد حققنا كل شيء في هذا البحث ولكننا وضعنا اللبنة الأولى للباحثين الآخرين في مجال التاريخ لاستكمال البحث في هذه القضية التاريخية المعاصرة .
والله الموفق