ابن سمٌرة الجعدي منهجه وموارده في كتابه (طبقات فقهاء اليمن)
الباحث: أ/ عبد القادر محمد أحمد نعمان الجبلي
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ الإقرار: 2000م
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص:
شهدت اليمن في منتصف القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي ظهور الفقيه القاضي المؤرخ عمر بن علي بن سمرة الجعدي ( ت في حدود587 هـ ـ1191م) . الذي يعد من المؤرخين القلائل في تلك الحقبة الزمنية المليئة بالأحداث السياسية والعسكرية المضطربة .
وفي خضم تلك الأحداث كان ظهور هذا المؤرخ الذي يعد من أوائل الذين تصدوا لإبراز الحياة الثقافية والفكرية في اليمن ، ومع ذلك فلم تتناوله أية دراسة حديثة بحسب معرفتي .ويعد كتابه " طبقات فقهاء اليمن " من أوائل كتب التراجم والطبقات في اليمن إن لم يكن أول كتاب يتناول هذا الجانب بالشمولية التي تناولها ، فقد أرخ لفقهاء اليمن خلال مدة تقارب الستة قرون ، مع ذكره لأخبار تاريخية مهمة ، كما انه لم يقصر تراجمه على اليمنيين ، و إنما تطرق لترجمة عدد من العلماء من الأقطار العربية والإسلامية ، كما انه يعد أحد المصادر المهمة للحياة الفكرية للمدة التي أرخ لها ، وبالأخص المدة التي عاصرها، وهي تمثل المادة الأساسية في الكتاب المذكور، بل انه ُيعدُّ مصدراً مهماً أعتمد عليه كل من أتى بعده من المؤرخين .
فكانت هناك حاجة ماسة لتسليط الضوء على هذا المؤرخ المغمور ومنهجه التاريخي في مؤلفه ، وتقديم شي للقارئ عن تلك المنهجية في عرضه للتراجم وعناصرها ، وطبيعة المعلومات التي تضمنتها ثنايا التراجم ، وبالتعرف على مصادر وطرائق تعامله معها وإبراز الأهمية الثقافية لكتابه ومضامينه وإمكانية وصفه في عداد المؤرخين في تلك الحقبة .
تم توزيع البحث على مقدمة وخمسة فصول ، تضمن الفصل الأول منها حياته ونشأته العلمية وشيوخه ووظائفه ووفاته ، ثم تطرقنا للحياة السياسية التي عاصرها ومدى تأثيرها على تكوين شخصيته ، وكان ذلك باختصار شديد لأن تلك المدة كانت قد درست من لدن العديد من الباحثين .
وخصص الفصل الثاني للتعريف بالكتاب وتحقيقه وأسباب تأليفه وعنوانه ومضامينه التي احتواها من حيث توزيعه إلى طبقات ثم الحديث عن الأخبار التاريخية والجوانب الإدارية .
كما خصص الفصل الثالث لمنهج ابن سمرة من حيث دراسة التراجم وأنواعها وعناصرها في ( طبقات فقهاء اليمن ) ثم التطرق إلى أُسس اختيار التراجم مثل الشهرة والمكانة العلمية والاجتماعية والشمول النوعي والمكاني ، وتناول هذا الفصل أيضا عناصر التراجم بدءاً بالاسم وانتهاء بالوفاة التي تشكل بداية ونهاية لتلك العناصر فضلاً عن اسلوبه النقدي لتراجم كتابه من خلال حديثه عن الصفات الخلقية والخلقية للمترجم له وغيرها .
وختمنا هذا الفصل بدراسة مختصرة عن مدى تمسكه بالإسناد وجوانب الاستطراد والتكرار لديه .
أما الفصل الرابع فقد تناول موارد ومصادر ابن سمرة من الكتب والمصنفات السابقة وتحديد عدد الاقتباسات من كل منها وما إذا كانت تلك المصادر مخطوطة أو مطبوعة أو مفقودة ، مع توضيح أسلوب إشارته إلى المصدر ومدى التزامه بذلك ، وطرائق نقله ، ثم تقديم دراسة عن مصادره الأخرى من مشاهده ومشاركة ، ومشافهة ، ومساءلة ومكاتبة .
وتناولت في الفصل الأخير الأهمية الثقافية لكتاب طبقات فقهاء اليمن موضحا عددا من الجوانب ذات العلاقة مثل الرحلات من وإلى اليمن والعلماء اليمنيين وغير اليمنيين ممن ذكرهم ابن سمرة والمصنفات التي ورد ذكرها بالكتاب وأماكن التدريس والمناظرات العلمية ، ودخول المذاهب الفقهية إلى اليمن .
وأعتمد البحث على عدد من المصادر والمراجع ذات العلاقة بالبحث والتي غطت فصوله من الناحية الثقافية والسياسية ، فكان كتاب ابن سمرة " طبقات فقهاء اليمن " الأساس الذي قامت عليه هذه الدراسة .
ومن أهم المصادر التي أعتمد عليها البحث كتاب " السلوك " للبهاء الجندي ( ت 732هـ -1331 م ) والذي أشتمل على أغلب الذين ترجم لهم ابن سمرة ، إلا أنه لم يزد من المعلومات حولهم إلا ما ندر . ويليه كتاب " تهذيب التهذيب " لابن حجر العسقلاني ( ت 852 هـ - 1448 م ) الذي استفدت منه كثيراً .
ومن المصادر الرئيسية التي اعتمدت عليها في ذكر العلماء والمصنفات :
كتاب " الفهرست " لابن النديم ( ت 380 هـ - 990 م ) و "تاريخ مدينة صنعاء" للرازي ( ت 460هـ - 1067 م ) و" تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي ( ت 463هـ - 1070 م ) وكتاب " طبقات الشيرازي " ( ت 476 هـ - 1083 م ) وكتاب " ثغر عدن" لبامخرمة ( ت 947 هـ - 1540 م ) والتي ذكرت عدد من الفقهاء الذين ذكرهم ابن سمرة .
ولا يفوتني الإشارة إلى كتب: " وفيات الأعيان " لابن خلكان (ت681 هـ -1282 م ) و " تذكرة الحفاظ " للذهبي ( ت748 هـ - 1347 م ) و" طبقات السبكي " ( ت 771 هـ - 1369 م ) و " كشف الظنون " لحاجي خليفة ( ت 1067 هـ - 1656 م ) و " هدية العارفين " لإسماعيل باشا البغدادي ( ت 1339 هـ 1920 م ) والتي أستفدت منها كونها ذكرت عدداً من العلماء والفقهاء الذين ذكرهم ابن سمرة مع ذكرها لمصنفاتهم .
كما اعتمدت على بعض الكتب الجغرافية لتحديد المواضع والبلدان مثل " صفة جزيرة العرب " للحسن الهمداني ( ت حدود 334 هـ - 945 م ) و "معجم البلدان" لياقوت الحموي ( ت 626 هـ - 1228 م ) و " مجموع بلدان اليمن وقبائلها " للحجري ( ت 1380 هـ - 1960 م ) الذي كثيرا ما أشار إلى المواقع والبلدان بتسمياتها القديمة وما طرأ عليها من تطور فكان مهما رغم حداثته وبالمثل كتاب "معجم البلدان " للمقحفي .
ومن كتب التاريخ " تاريخ الأمم والملوك " للطبري ( ت 310 هـ - 922 م ) و " العبر " لابن خلدون ( ت 808 هـ - 1405 م ) و " تاريخ اليمن " لعماره ( ت 569 هـ - 1173 م ) و" العسجد " للخزرجي ( ت 812 هـ - 1409 م ) و " قرة العيون " و " بغية المستفيد " لابن الديبع ( ت 943 هـ - 1536 م ) وغيرها .
ومن المراجع الحديثة كتاب " ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه "الإصابة" للدكتور شاكر محمود عبد المنعم الذي ُيعدُّ من الدراسات القيمة والمتعمقة في مصادر التاريخ الإسلامي ، وقد أستفدت منه كثيراً من حيث التأكد من وجود العديد من المصادر القديمة للتاريخ الإسلامي والتي كانت من ضمن مصادر ابن سمرة وكانت كذلك من مصادر وموارد ابن حجر العسقلاني والتي نقل منها في كتابه الإصابة وجزء من تلك المصادر أصبحت الآن في حكم المفقودة . كما مثل مرجعا لأماكن وجود تلك المصادر وما إذا كانت مخطوطة او مطبوعة او مفقودة .
كذلك من المصادر الحديثة " مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن " لعبد الله الحبشي و " مصادر تاريخ اليمن في العصر الإسلامي " لأيمن فؤاد سيد لاحتوائهما على تراجم الكثير من الشخصيات الواردة في " طبقات فقهاء اليمن " والتعريف بهم وبمؤلفاتهم وأماكن وجودها ، سواء أكانت مخطوطة أو مطبوعة أو مفقودة .
كما تمت الاستفادة من كتاب الحياة الفكرية في اليمن في القرن السادس الهجري للدكتور محمد رضا الدجيلي ، كونه أعتمد كثيرا على كتاب ابن سمرة والذي يعد من أهم مصادره في دراسة الحياة الفكرية في القرن السادس .
كذلك كتاب الدكتور محمد كريم إبراهيم " عدن دراسة في حياتها السياسية والاقتصادية " تناول فيه حقبة تاريخية مهمة من تاريخ اليمن ، وبنفس الأهمية يأتي كتاب " الأيوبيون في اليمن للدكتور محمد عبد العال أحمد .
ومن أجل استكمال دراستي لابن سمرة أوليت الرسائل الجامعية التي تناولت عدداً من المصادر التاريخية لابن سمرة مثل رسالة دكتوراه عن أبي عبيد القاسم بن سلام لمجيد حميد المشهداني ورسالة ماجستير عن الدار قطني لمظفر شاكر الحياني . كما اعتمدنا على العديد من المصادر والمراجع التي سيلاحظها القارئ الكريم في جريـدة المصادر .