بهاء الدين الجندي سيرته ومنهجه في كتابه السلوك في طبقات العلماء والملوك
الباحث:
أ/ احمد محمد يحيي المطهر
الدرجة العلمية:
ماجستير
تاريخ الإقرار:
2001م
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
قبيل منصف القرن السابع الهجري ، الثالث عشر الميلادي وأوائل القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي ، كان ظهور الفقية الشافعي القاضي المؤرخ أبو عبدالله بهاء الدين محمد بن يوسف بن يعقوب الجندي (في حدود 732هـ - 1331م ) والذي يعد سيخ المؤرخين وإمامهم في العصر الرسولي التي تعد من أحفل فترات التاريخ بالعلماء والفقهاء والكرماء والأمجاد منذ قيام الدولة الرسولية سنه (626هـ/1228م ) خاصة في القسم الأسفل من اليمن بتهامته وملحقاتها وكان مليئا بالمدارس ودور العلم والتأليف وغير ذلك من أسباب العلم والمعرفة والثقافة الواسعة التي لم يشهد لها نظير في فتراتها السابقة ، وكانت فترة خصب ونماء غلب عليه عنصر الخير والسلامة كما مد رواق العلم وسرادق الأمن على أطرف الجزيرة العربية وحيث كان الجندي الذي يعد أفضل من أرخ وعمل على إبراز تلك الثقافات ومع ذلك لم تتناولة أية دارسة حديثة حسب علمي ويعد كتابة ( السلوك في طبقات العلماء والملوك ) من أفضل كتب التراجم والطبقات في اليمن وهو أول كتاب يتناول هذا الجانب من الشمولية .
فقد أرخ لفقهاء اليمن خلال مده تقارب السبعة قرون ، مع ذكر معلومات تاريخية وسياسية واجتماعية وإدارية مهمة ولكنه لم يقتصر على ذلك فحسب بل ذكر عدد كبيرا من العلماء اليمنيين وعمل على ترجمة عدد كبير من علماء الأقطار العربية والإسلامية الذي وفدوا إلى اليمن ويعد كتاب الجندي من أهم مصادر الحياة الفكرية في عصرة الذي أرخ له وهو المصدر الذي اعتمد علية كل من أرخ بعدة من المؤرخين .
ومن هنا يمكن أن نسلط الضوء على هذا المؤرخ من خلال منهجه التاريخي في مؤلفة ، ثم نستعرض تلك المنهجية وكيفية عرضة للتراجم وعناصرها وطبيعة تلك المعلومات المتوفرة والتي تضمنتها محتويات براجمة ، ومعرفة مصادره وطرق تعامله مع تلك المصادر ، وإبراز أهمية الحياة الثقافية لكتابة ومضامينة ، وإمكانية وصفة بحق كشيخ المؤرخين في تلك الفترة الزمنية من عصره .
وقد اقتضت ضرورة إتمام البحث على مقدمة وخمسة فصول تضمن الفصل الأول منها حياته ونشأئه العلمية ، وشيوخة ووظائفة ، ووفاته ، ثم الحياة السياسية لحضرة ومدى تأثيره على تكوينا ته الشخصية ، وذلك بشكل موجز لان تلك الفترة السابقة لعصرة قد درست من قبل باحثين عديدين وخصص الفصل الثاني للتعريف بكتابة وتحقيقة والدوافع لتأليف كتابة وعنوانة ومضامينة التي احتوتها من حيث توزيعة إلى طبقات ثم اخبارة عن الجانب التاريخي والادراي .
وخصص الفصل الثالث لمنهج الجندي دراسة التراجم وأنواعها وعناصرها في ( كتابة السلوك ) تم تطرقت إلى أسس اختيار التراجم، مثل الشهرة، والمكانة العلمية، والاجتماعية للمترجم لهم.
وتناولت في هذا الفصل أيضا عناصر التراجم فضلا عن أسلوبه في النقد لتراجم كتابة من خلال حديثة عن الصفات الخلقية والخلقية للمترجم له.
وختمت هذا الفصل بدارسة مختصرة عن مدى تمسكة بالجوانب الاسنادية والاستطرادية لذلك . إما الفصل الرابع ، فقد تناول موارد ومصادر الجندي من الكتب والمصنفات السابقة مع توضيح أسلوب إشارته إلى المصدر ، ومدى التزامة بذلك ، وطرائق نقلة ثم تقديم دراسة عن مصادرة الاخري من مشاهدة ، ومشاركة و مشافهة و مساءلة ومكاتبة .
وتناول الفصل الخامس والأخير الأهمية الثقافة لكتاب ( السلوك ) مع التوضيح لعدد من الجوانب ذات العلاقة مثل الرحلات والمصنفات للعلماء اليمنيين وغير اليمنيين، ممن ذكرهم الجندي لعلماء عصره، وكذلك أماكن التدريس والمناظرات، والمذاهب الفقهية السائدة في اليمن من خلال عصر الجندي.
اعتمد البحث على مصادر عديدة ذات العلاقة والتي غطت معظم فصولة من الناحية الثقافية السياسية، فقد كان كتاب العقود اللؤلؤية للخزرجى هو الأساس الذي قامت علية هذه الرسالة وهي تأتي في مقدمة المصادر التي اعتمدت عليها وأفادت منها الرسالة وكذلك اعتمدت على مصدر أخر في البحث منها كتاب ( العقد الفاخر، الحسن للخزرجى على بن حسن بن وهاس بن أبي بكر بن الحسن ( ت 812هـ 1409م ) وهى مخطوطة مكتبة الإمام يحيي رقم 49 تاريخ 1337هـ ( مصورة في دار الكتب برقم 214 مايكروفلم ) وكتاب أخر هو العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك للأشراف الغساني ت ( 803هـ / 1400 م) تحقيق د / شاكر محمود عبدا لمنعم والذي أشتمل على من ذكرهم الجندي في كتابة إلا انه لم يزد من المعلومات تحولهم إلا نادرا وكتاب العقود اللؤلؤية / بجزاية الأول والثاني للخزرجى والعقد الفاخر الذي لازماني طيلة مرحلة البحث ملازمة الظل لصاحبة نظرا لصلة مباحث رسالتي العملية في اغلب فصولة.
واعتمدت على مؤلفات ابن الديبع عبدا لرحمن بن على بن محمد بن عمر ( ت 944هـ -1537م ) في كتابة قرة العيون بأخبار اليمن الميمون ، وكذلك كتابة بغية المستفيد في تاريخ مدينة زبيد ، إما المصادر التي اعتمدت عليها في ذكر العلماء والمصنفات وكذلك العسجد المسبوك فيمن ولي اليمن من الأمراء والملوك وهي أيضا للخزرجى نفسه مخطوطة ( ن 812هـ / 1409م ) الجامع الكبير رقم 2189 مايكروفلم واعتمدت على كتاب الأفضل الرسولي بن علي رسول ( ن 878هـ - 1377م ) العطايا السنية في المناقب اليمنية .
واعتمدت على كتاب الفهرست لابن النديم ( ت 385هـ - 996م ) وتاريخ مدينة صنعاء احمد بن عبدالله بن محمد الرازي الصنعاني ( ت 460هـ - 1067م ) وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( ت 463هـ - 1070م ) وكتاب للطبقات للشيرازي ( ت 470هـ - 1077م ) وكذلك كتاب ثغر عدن لبا مخرمة ( ت 947هـ - 1540م ) والتي ذكرت فيها عددا من الفقهاء والعلماء الذين ذكرهم الجندي في مجمل كتابة.
كما استفدت من كتاب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان ( ت 681هـ - 1282م ) وكتاب تذكرة الحفاظ للذهبي ( 748هـ 1347م ) وطبقات السبكي (771هـ -1369م ) وكشف الظنون لحاجي خليفة ( ت 1067هـ -1656م ) وهدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي (ت 1339هـ- 1920م) وقد استفدت منها كونها ذكرت عددا من العلماء والفقهاء الذين ذكرهم الجندي مع ذكره للمصنفات .
وكما اعتمدت على بعض الكتب الجغرافية لتحديد معالم البلدان مثل الإكليل وصفة جزيرة العرب وهما الهمداني ( ت 334هـ - 945م ) ومعجم البلدان لياقوت الحموي ( ت 646هـ-1248م ) ومجموع بلدان اليمن وقبائلها للحجري ( ت1380هـ - 1960م) والذي كثيرا ما أشار إلى المواقع والبلدان بتسميتها القديمة وما طرا عليها من التطور رغم حداثته وكذلك كتاب معجم البلدان للمقحفي ومن كتب التاريخ " تاريخ اليمن لعمارة (596هـ-1199م) وغاية الأماني في أخبار القطر اليماني ليحيي بن الحسين (ت 1100هـ - 1688م ) ومنها كتاب تاريخ اليمن المسمي ( بهجة الزمن في تاريخ اليمن ( لابن عبدا لمجيد عبدا لباقي اليماني ( ت 743هـ -1342م) ومن المصادر تاريخ اليمن في العصر الإسلامي لأيمن فؤاد وقد احتوت كثيرا من الشخصيات الواردة في كتاب الجندي والتعريف بهم و مؤلفاتهم وأماكن وجودها سواء كانت مخطوطة أو مطبوعة وكذلك من كتاب العمري لحسين عبدالله مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني وقد ترجم فيها الكثير من الشخصيات وذكر المخطوطات اليمنية في متاحف العالم حيث عكف على إخراج تلك المخطوطات والتعريف بها ومكانها في متاحف العالم وفهرستها من خلال دراسته لذلك مما كان له الأثر في معرفة ذلك هل هي مخطوطة أم مطبوعة، وتمت الاستفادة من كتاب الحياة الفكرية في اليمن في القرن السادس الهجري من خلال ذكر بعض علمائها المتأخرين وهو كتاب للدكتور محمد رضا الدجيلي كونه اعتمد على كتاب الطبقات لابن سمرة وزاد فيها إلى بداية زمن الجندي ويعد من أهم مصادر الحياة الفكرية حتى زمن الجندي.
وقد أوليت بعض الرسائل العملية غير المنشورة اهتمامي والتي ذكرت عددا من الشخصيات التي ذكرها الجندي ومن سبقة مثل عمارة وابن سمرة الجعدي واعتمدت على العديد من المصادر والمراجع القديمة والحديثة التي سيلاحظها الباحثون في قائمة المصادر.