العلاقات التجارية اليمنية البريطانية من أوائل القرن السابع عشر حتى 1839م
الباحث: أ/ ابتسام محمد حسين الجرافي
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ الإقرار: 2005م
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص:
كانت العلاقات التجارية اليمنية الإنجليزية هي النتيجة الأولى لمعرفة الإنجليز بأهمية موقع اليمن الاستراتيجي المتميز عند المدخل الجنوبي من البحر الأحمر.
وكان الاتصال الإنجليزي والأوروبي باليمن ينصب في بادئ الأمر على فتح أسواق جديدة للمنتجات الأوروبية والآسيوية التي تتاجر بها الشركات الإنجليزية والهولندية للحصول على النقد. وما لبثت اليمن أن أصبحت مصدرا لسلع تجارية لها أهميتها في النشاط التجاري في منطقة المحيط الهندي والبحر الأحمر والخليج العربي. وزاد الطلب على بعض تلك السلع عالميا, لدرجة أن تسابقت الدول والشركات العالمية في إقامة علاقات تجارية مباشرة مع الموانئ اليمنية وخاصة المخاء, وتطور هذا السباق ليتحول إلى تنافس تجاري ثم صراع حربي بين القوى المحلية والإقليمية والشركات الدولية المتنافسة فيما بينها على تجارة المخاء والموانئ اليمنية وعلى منطقة البحر الأحمر بصورة عامة, وفي خضم هذا الصراع والتنافس, جنت بريطانيا ثماره باحتلالها لعدن, ومنها بدأت ترنو بأنظارها نحو مصر والسواحل الآسيوية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن. فكان للعلاقات التجارية اليمنية البريطانية أثرها الكبير في معرفة البريطانيين لأهمية البحر الأحمر من الناحية الإستراتيجية لحماية المصالح والمكاسب الإنجليزية في الهند والمحيط الهندي. وكما أدرك الإنجليز أهمية هذا البحر كطريق تجاري يربط جنوب آسيا بأوروبا تجاريا وبريديا.
ونخلص من هذه الدراسة إلى أن اختيار عدن واحتلالها من قبل الإنجليز يدلل على احتياجات اقتصادية وإستراتيجية وقومية خاصة بالدولة الإنجليزية. وتمثلت تلك الاحتياجات في استخدام عدن محطة لتموين السفن بالفحم والماء والمؤن اللازمة لها واتخاذها مركزا لوقف توسعات محمد علي وتصفية نفوذه من الجزيرة العربية حتى لا يهدد طريق المواصلات إلى الهند عبر الخليج العربي والبحر الأحمر ثم الاستحواذ على التجارة اليمنية وخاصة تجارة البن وتحطيم المنافسة الأمريكية واتخاذ عدن قاعدة دفاعية لمواجهة المنافسة الروسية والفرنسية والنمساوية.
ومن خلال هذه الدراسة نؤكد على ضرورة استغلال الموقع الجغرافي لليمن بما يخدم أمن هذه الدولة واستقرارها و بما يعود عليها بالمنفعة الاقتصادية من خلال العمل على إحياء النشاط التجاري البحري في الموانئ اليمنية مع موانئ المحيط الهندي والموانئ الأخرى في كافة أنحاء العالم كون التجارة تعد أحدى أهم مقومات الاقتصاد الناجح خاصة إذا ما كان حجم الصادر أكثر من الوارد, الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين الاقتصاد الوطني خاصة مع العمل على إيجاد أساليب إنتاج متطورة في المجالات الزراعية والصناعية والصناعات الاستخراجية. والعمل على تشجيع المحاصيل النقدية التي تدر دخلا جمركيا كبيرا على الحكومة اليمنية, مما سيكون له أثره على الدخل القومي لليمن, الأمر الذي سينعكس على اقتصادياتها وعلى العمران ومعيشة الإنسان اليمني.
ومما لاشك فيه أن تحويل ميناء عدن الآن إلى ميناء تجاري حر سيعيد لليمن مجدها التجاري وستسهم في تقوية اقتصادها.