مؤرخين مصر فى العصور الوسطى
- ، فى عصر الدوله المملوكيه (1250 - 1517 ) شافت مصر ازدهار ثقافى كبير شمل حركة تأريخ مش مسبوقه و لا اتكررت بعد كده ، و ظهر فى مصر مؤرخين فطاحل كتبوا مؤلفات تأريخيه ضخمه ساعدت الباحثين و المؤرخين فى العصر الحديث على التعرف على أحوال مصر و منطقة جنوب البحر المتوسط فى العصور الوسطى ، و اهتم الأوربيين بمؤلفات المؤرخين المصريين و ترجموها من المخطوطات القيمه المحتفظ بيها فى المكتبات و المتاحف فى مصر و تركيا و فرنسا و انجلترا و روسيا و المانيا و غيرها و بقت مصدر رئيسى للمعلومات للمؤرخين و الباحثين الغربيين و الشرقيين فى العصر الحديث. المؤرخين المصريين اتميزوا بالموسوعيه و الدقه فى كتاباتهم ، و لانهم فى أحوال كتيره كانوا مقربين لرجال و أمرا الدوله المصريه ، و كان فيهم رجال دوله زى الأمير المؤرخ بيبرس الدوادار ، فكانت معلوماتهم عن الأحداث و خلفياتها متكامله ، و كانوا بيستعينوا بأعمال بعض لما يستعصى عليهم معرفة أو فهم حدث ، و كانوا حريصين على توضيح ده للقارىء عشان ما يتحملوش المسئوليه ، و لما كانوا بيقولوا حاجه مش متأكدين منها أو مش مقتنعين بيها كانوا بيقولوا فى بداية النص عشان ينبهوا القارئ. و بكده كانوا مؤرخين موضوعيين و بيكتبوا على أسس تأريخيه سليمه. حركة التأريخ اللى نشطت فى العصر المملوكى اتعرفت باسم المدرسه التأريخيه المصريه.
المقريزى (1365 - 1441) بيعتبر عميدالمؤرخين المصريين من العصور الوسطى و لغاية دلوقتي ، و كتبه " السلوك لمعرفة دول الملوك " و " المواعظ و الاعتبار بذكر الخطط و الآثار " بتعتبر أفضل اللي إتكتب عن تاريخ مصر ، و له كتاب قيم اسمه " إغاثة الأمة بكشف الغمة " حققه و نشره المؤرخ الحديث جمال الدين الشيال و فيه معلومات قيمه عن احوال مصر الإقتصاديه و الماليه. على ايدين المقريزى اتلمذ مؤرخين كبار ، منهم المؤرخ الكبير ابن تغرى بردى (1410 - 1470).
قلعة الجبل طله ع القاهره ، اتردد اسمها فى كتب المؤرخين المصريينابن تغرى كان بينتمى لطبقة الأمرا المصريين و موظفين الدوله المصريه الكبار و ابوه كان من أكابر الأمرا فى عهد السلطان الظاهر برقوق و ابنه الناصر فرج. ابن تغرى ألف حوالى اتناشر كتاب أهم اللى فضل منها كتابه الضخم " النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة " اللى أرخ فيه لمصر لغاية سنة 1467. ابن تغرى اهتم بـ النيل و زى المؤرخ ابن أيبك الدوادارى اللى سبق عصره سجل منسوب مايته و فياضانه باعتباره شريان الحياه فى مصر. لما دخل العثمانيين مصر سنة 1517 سليم الأول شاف مخطوطة النجوم الزاهره و أمر بنقلها لتركيا فأترجمت هناك للتركى و لسه المخطوطه محتفظ بيها فى مكتبة ايا صوفيا في استانبول ، و فيه نسخ منها فى القاهره و برلين و سانت بطرسبورج و باريس و مكتبة المتحف البريطانى في لندن. الكتاب ده ترجم منه المستشرق الهولاندى جونبل ، و نشر اللى ترجمه فى مجلدين ضخمين فى مدينة ليدن ما بين سنة 1851 و سنة 1855 ، و المستشرق الأمريكانى وليم بوبر ترجم منه عشر اجزاء نشرتهم جامعة كاليفورنيا ما بين سنة 1909 و سنة 1929. فى مصر اهتمت دار الكتب المصريه بالكتاب و صورت مخطوطته الموجوده فى آيا صوفيا فى استانبول و حققتها و نشرتها بتوصيه من عبد الخالق ثروت رئيس الحكومه المصريه أياميها ، و نشرته كمان مره سنة 2005 فى 16 جزء. بعد ابن تغرى ظهر مؤرخ كبير تانى اسمه ابن إياس (1448 - 1523).
ابن إياس بيعتبر من المؤرخين المصريين المميزين جداً من حيث اسلوبه فى الكتابه و من حيث الأحداث اللى ذكرها ، لانه عاصر نهايات عصر الدوله المملوكيه و شاف الأتراك العثمانيين و هما بيحتلوا مصر سنة1517 اللى قال بمناسبته : " نوحوا على مصر لأمر قد جرى .:. من حادث عمت مصيبته الورى ".
على القهاوى كان بيتحكى تاريخ مصرجد ابن إياس كان أمير كبير فى عهد السلطان الظاهر برقوق ، و أبوه كان على إتصال بالأمرا و موظفين الدوله المصريه. إبن إياس كان بيحب الشعر و كان مع التأريخ بيألف أشعار كمان و كان بيعبى كتبه التأريخيه بالأشعار ، و كان بيكتب بإسلوب جميل و بسيط و بيستخدم المصرى اللى بيتكلمه المصريين. اهم كتب ابن إياس اللى فضلت كتاب " بدائع الزهور في وقائع الدهور " اللى بيعتبر أهم كتاب تأريخى اتكتب عن نهايات الدوله المملوكيه المصريه المستقله و بدايات الإستعمار التركى العثمانلى. و ابن إياس كتب عن الفتره دى بطريقة الحوليات ، و بين قدراته التأريخيه المميزه ، و ده كان من أسباب اهتمام الباحثين و المستشرقيين الغربيين بكتاب بدائع الزهور فعملوا عنه دراسات كتيره ، و كلفت جمعية المستشرقين الألمانيه باحثين مصريين بتحقيق الكتاب و نشرته فى 6 أجزاء ضخمه. و حتى فى الادب المصرى الحديث استلهم الأديب جمال الغيطانى شخصيه حقيقيه من الكتاب و الف رواية " الزينى بركات " اللى لاقت نجاح عالمى و اترجمت للغات كتيره. العصر العثمانلى أرخ له كمان ابن أبو السرور البكرى ( 1596 - 1650 ) اللى بيعتبر أخر مؤرخين مصر العظام بتوع العصر المملوكى مع انه عاش و كتب بعد زوال الدوله المملوكيه.
جمعية المستشرقين الألمانيه اللى نشرت بدائع الزهور لإبن إياس بتهتم بالتراث التاريخى المصرى و نشرت كمان كتاب زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة للمؤرخ الأمير بيبرس الدوادار ( ح1247 - 1325 ).
بيبرس الدوادار زائد انه مؤرخ كان من أكابر أمرا مصر و عاصر عهود كبار سلاطين الدوله المملوكيه البحريه زي الظاهر بيبرس و قلاوون و الأشرف خليل و الناصر محمد بن قلاوون ، و كان حاضر حروب كبيره زي غزو انطاكيه و فتح عكا و قلعة الروم، و معارك كبيره ضد المغول ، و شارك في أخد و صنع قرارات سياسيه مهمه ، و بيعتبر مصدر موثوق بيه للمعلومات و عشان كده نقل عنه كبار المؤرخين المصريين زى المقريزى و ابن إياس و ابن تغري و العيني وغيرهم. " زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة " بيعتبر أهم كتاب لسه موجود لبيبرس الدوادار.
جرجس بن العميد كان ضليع فى القبطىجرجس ابن العميد ( 1202 - 1273) بيعتبر كمان من أهم المؤرخين المصريين. و أهميته لها سببين رئيسيين ،الأول انه عاش و كتب فى فتره سبقت فترة زملائه من أمثال المقريزى و ابن تغرى ، و عاصر فتره انتقاليه مهمه فى تاريخ مصر حكم فيها شجر الدر و عز الدين أيبك و الظاهر بيبرس. السبب التانى انه كان مسيحى و بيهتم بتاريخ المسيحيه فى مصر و كان ضليع فى اللغه القبطيه. كل ده اداله اهميه كبيره و بعد إضافي ساعد بقية المؤرخين اللي جم بعده. ابن العميد كان رجل دوله في العصر المملوكى و اتلقب بـ " الشيخ المكين ". من أهم الكتب القيمه اللى كتبها كتاب " المجموع المبارك " و ده كتاب ضخم أرخ فيه من بداية العالم لغاية عصر الظاهر بيبرس ، و اهتم بيه الباحثين و المستشرقين الأوروبيين واترجم في ليدن للاتيني حوالي سنة 1625.
شهاب الدين النويرى (1278 - 1333) ماكانش بس مؤرخ لكن كمان عالم موسوعى ، و ألف كتاب عباره عن دايرة معارف ضخمه اسمها " نهاية الأرب فى فنون الأدب " ، اتحطت مخطوطته فى طبعه بتتكون من 32 جزء كبير. الجزء اللى بيخص التاريخ فى الطبعه دى بيمتد من الجزء 25 للجزء 31. مخطوطة الكتاب ده محفوظه فى مكتبة كوبريللى فى استانبول ، و له نسخه مصوره فى دار الكتب المصريه فى القاهره برقم 549 معارف عامه. النويرى عاصر سلاطين مصر الكبار زى قلاوون و الأشرف خليل ، و اتصل بالسلطان الناصر محمد بن قلاوون ، ونقل عنه مؤرخين كتار.
النويرى ده غير المؤرخ الاسكندرانى اللى اتعرف باسم النويرى السكندرى اللى ألف كتاب عن حملة بيير دو لوزينان ملك قبرص على اسكندريه سنة 1365 ، و اللى اتعرفت باسم " وقعة الإسكندرية " " أو غزوة اسكندرية ". الكتاب ده اسمه الطويل : " الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقضية في وقعة الإسكندرية " ، و اللى قال فيها عن بيير دو لوزينان : " جه المدينه حرامى و خرج منها حرامى ".
ابن أيبك الدوادارى عاش فى حارة الباطليه فى القاهره، و اتعين أمير على صرخد وكان هو و ابوه على إتصال بأكابر الأيوبيه والمماليك و شافوا بنفسهم أحداث تاريخيه كتيره و مهمه جداً زي سقوط الدوله الأيوبيه و بزوغ نجم الدوله المملوكيه. كتابه الضخم " كنز الدُرر وجامع الغُرر " بيعتبر من أهم الكتب اللى كتبها و اللى اتكتبت عن العصر الأيوبي و العصر المملوكي و فيه حاجات نقلها عنه المؤرخين الكبار اللى جم بعده بحكم انه حضر بنفسه أحداث حصلت و حكى عنها و ماهيش موجوده فى كتب معاصريه. جمعية المستشرقين الألمانيه نشرت كتابه ده فى تسع أجزاء كل جزء عن فتره تاريخيه معينه أهمها العصر الأيوبى و المملوكى اللى عاصرهم. الجزء التاسع بيختص بفترة حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون اللى بيعتبر من أعظم اللى حكموا مصر على مر التاريخ. ابن أيبك الدوادارى اتلقب بـ مؤرخ النيل لإنه اهتم بـ النيل ، و فى كتابه كنز الدرر كان بيستهل أحداث كل سنه بعنوان ما اتغيرش طول الكتاب و هو " النيل المبارك فى هذه السنه " و بعدين بيدون أحوال النيل و منسوبه فى السنه دى ، و بكده كان أول مؤرخ يعمل كده ، و سبق ابن تغرى فى الموضوع ده. ابن الدوادارى و ابن تغرى كانوا فاهمين تأثير النيل على اقتصاد مصر و على عيشة المصريين أياميها.