:بسم الله زرقاء
بالرغم من أهمية تدريس التاريخ كمادة حياتية ومستقبلية ، فلابد من تدريسه بطريقه فعاله ، وعلي الرغم من اتخاذ تنميته للمواطنة هدفاً قومياً ، وبالرغم من عقد العديد من الندوات والمؤتمرات والبحوث عنه ، إلا أنه يمكن القول أن هذا الهدف يصعب تحقيقه في مدارسنا وخاصة من خلال تدريس مادة التاريخ حيث أنها تعاني من استخدام الطرق التقليدية التي تركز علي تحصيل المعلومات وحفظها ، وأن تدريس التاريخ لا يحقق سوى جزء من أهداف دراسته ، وأن دور المعلم يقتصر علي التلقين وصب المعلومات التاريخية في عقول المتعلمين ، وهذا يجعل تدريس التاريخ بواقعه الحالي لا ينمي مهارات التفكير العليا ، وقد نبع الإحساس بمشكلة البحث من خلال :-
أولاً : ممارسة الباحث للتدريس في مدارسنا فقد تبين من خلاله مدى ضعف مهارات التفكير العليا.
ثانياً : محتوى مادة التاريخ يقدم من خلال عرض وجهة نظر واحدة فقط ، وهذا في حد ذاته يمنع ممارسة تنمية مهارات التفكير العليا .
ثالثاًَ : دور المعلم يقتصر علي الطريقة الإلقائية ، وطرح بعض الأسئلة لاسترجاع ما تم دراسته مسبقاً ، وتركز علي مهارات التفكير الدنيا ، ونادراً ما تنطلق لمهارات تفكير أعلي .
رابعاً : دور الطلاب قاصر علي الاستماع للشرح المقدم من قبل المعلم ، وإجاباتهم للأسئلة التي يواجهها المعلم دون ممارسة حقيقية لأنشطة تعليمية ودون ممارسة للتفكير ومهاراته فوضع الطلاب سلبي .
خامساً : توصيات العديد من الدراسات السابقة التي نادت بتطوير تدريس مادة التاريخ من خلال محتوى وأنشطة ووسائل تعليمية وأساليب التقويم .
سادساً: توصيات العديد من المؤتمرات علي تنمية مهارات التفكير العليا لدى المتعلمين ، ومنها التفكير العليا ، ولتدعيم الإحساس بالمشكلة قام الباحث بما يلي :-
1- إجراء دراسة استطلاعية قدمت لبعض المعلمين ، وكانت نتائجها كما يلي :- إجماع عدد كبير من المعلمين علي أنه لا يتم تنمية مهارات التفكير العليا لدى طلابهم عن طريق استخدام الروايات التاريخية ، لأن هناك معوقات عديدة هي :-
1- لم يتم إعداد المعلمين وتدريبهم علي استخدام الروايات التاريخية بدرجة كافية لتنمية مهارات التفكير العليا .
2- لم يتم تنظيم المحتوى بصورة تشير إلي ربط الروايات التاريخية بتدريس التاريخ لتنمية مهارات التفكير العليا .
3- عدم وجود عدد كافي من النسخ للروايات التاريخية التي يمكن استخدامها في استراتيجيات التدريس والوسائل والأنشطة التعليمية ليتم تنمية مهارات التفكير العليا .
5- سواء التقويم الشهري أو النهائي يقتصر علي جانب واحد فقط هو الجانب المعرفي في أدني مستوياته وهو التذكر .
وتأسيساً علي ما سبق يمكن القول أن تدريس التاريخ بشكله الحالي ، لا يساعد علي تنمية مهارات التفكير العليا لدى طلاب المرحلة الثانوية .
ومن هنا ظهرت الحاجة إلي البحث الحالي ليقدم للمعلمين وسيلة من وسائل إثراء تدريس التاريخ بالاعتماد علي الرواية التاريخية لطلاب الصف المرحلة الثانوية.
علي الرغم من أهمية الأدب بشكل عام ، والرواية بشكل خاص في تنمية العديد من أوجه التعلم من معارف وقيم ومهارات ، فان الاهتمام بتدريس التاريخ من خلال استخدام الروايات التاريخية لم يتم إلا علي نطاق ضيق جداً ، وخاصة إذا كانت الرواية تدرس ضمن مقررات مادة اللغة العربية ، فيدرسها المتعلم كجزء من مادة اللغة العربية ، أما أن يقوم معلم الدراسات الاجتماعية أو مؤلف كتاب الدراسات الاجتماعية ، وبالتحديد التاريخ إلي الإشارة إلي استخدام بعض القصص أو الروايات التاريخية ، فهذا ما لم يشير إليه الاستبيان الذي قدمه الباحث لمجموعة بحثية من معلمي الدراسات الاجتماعية عبر مراحل مختلفة ، وقد أشارت نتائج الاستبيان إلي ما يلي :-
1- لم يشير احد منهم إلى انه يستخدم النصوص أو الروايات التاريخية أثناء تدريسه للتاريخ .
2- لم يذكر احد منهم أسماء مجموعة قصص تاريخية سوى النذر البسيط الذي ربما درسه وهو طالب أو تعرض لدراسته أثناء الجامعة أو شاهدة كفيلم سينمائي .
3- اتفق عدد كبير من مجموعة البحث أنه يرى أهمية استخدامها في تدريس مادة التاريخ ولكن توجه معوقات فيها :
- عدم توافر هذه القصص والروايات بمكتبة المدرسة .
- عدم وجود إشارة لاستخدامها داخل الكتاب المدرسي .
- ضيق الوقت الذي يدرس فيه الدرس فلا مجال للتوسع .
- نظام الامتحانات لا يفي الجوانب الأدبية فهو عند بعضهم لا يمكن أن يتوسع في استخدام لعدم أهميته في جانب التقويم .
- عدم تشجيع الموجهين للمعلمين لإثارة بعض الفقرات من هذه الروايات أو القصص التاريخية .
وقد زاد الإحساس بالمشكلة من خلال تجربة الباحث نفسه في ميدان التدريس ومحاولة دمج القصص والروايات التاريخية فوجد استجابة عالية من تلاميذه وطلابه في كافة المرحل التي قام في التدريس فيها .
وهذا يتفق مع ما أقرته العديد من الدراسات والبحوث السابقة التي إشارة إلى أهمية استخدام الأدب والقصص في تدريس التاريخ ، لهذه الأسباب أصبحت الحاجة ملحة لاستخدام الرواية التاريخية في تدريس التاريخ .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]