أقسام المخابرات الصهيونية
يتألف هيكل المخابرات الصهيونية من خمسة أقسام رئيسية و هذه الأقسام هي :
1-الموساد : و هي المنظمة الأم و الرئيسية ويرأسها شخص تعينه الحكومة مباشرة ويكون اتصاله بصورة خاصة مع رئيس الوزراء ويقدم تقاريره إلى مجلس الوزراء مباشرة و يبقى اسم الرئيس ( رئيس الموساد ) سريا ، وهو يقوم بالتنسيق بين الأقسام والشعب المختلفة الأخرى ، أما بالنسبة لأعمال الموساد و مهماتهم في الوقت الحاضر فبالإضافة إلى التنسيق بين الأقسام الأخرى فقد بقيت تحتفظ ببعض المهام الخاصة و خاصة " القوى الضاربة " و التي تعمل خارج إسرائيل وقد تم تشكيلها بعد عام 1972م ، و شعبة مكافحة الإرهاب التي شكلت حديثا .
2-المخابرات العسكرية : و هي هيئة الاستخبارات العامة التابعة لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي و هي تقدم تقاريرها عن طريق رئيس الأركان و وزيـر الدفاع و من مهماتها :
-مراقبة حركة الجيوش العربية على جميع جبهات المواجهة .
-جمع المعلومات المتعلقة بتطور القوى العسكرية العربية و الحركات الوطنية و الإسلامية .
-تحديد أنواع الأسلحة العربية و مدى تطورها و استيعاب الجيوش العربية لها و تحديد الأماكن العسكرة و الإستراتيجية و رصدها بدقة ، و تحليل كل هذه المعلومات بعد تصنيفها و دراستها و ربطها مع الأجواء السياسية و استنتاج التوقعات المحتملة و رسم السياسة الإسرائيلية وفقا لذلك و تنقسم المخابرات العسكرية إلى :
المخابرات الجوية التابعة لسلاح الجو و المخابرات التابعة لسلاح البحرية و المخابرات البرية التابعة لسلاح المدفعية .
و هذه الأقسام جميعا تستخدم الأجهزة العسكرية المتطورة مثل الطائرات و محطات الرادار المتقدمة ، بل و حتى الأقمار الاصطناعية كما أنها تتعاون مع أجهزة المخابرات الأجنبية كالمخابرات الأمريكية و غيرها و يتم نقل المعلومات عن طريق الأفراد المتعاملين معها أو عن طريق شراء المعلومات من مصادر معينة .
3-الاستخبارات الاقتصادية و الاجتماعية : يعنى هذا القسم بالقضايا الاجتماعية و الاقتصادية و التطورات الخاصة بها في الواقع العربي ، فهو معني بالاطلاع على الخطط الاقتصادية العربية و المتغيرات الاجتماعية و البشرية في كل قطر عربي لتساعده على رسم خططه الهادفة إلى التأثير في هذا التطور أو على الأقل لمنعه في الاتجاه المعادي لاسرئيل كما يهتم بمدى علاقة الدول العربية اقتصاديا و اجتماعيا بعضها مع البعض الأخر و بينها و بين الدول الأجنبية و يسلك هذا القسم في سبيل تحقيق أهدافه طريقين هما :
أ-تقديم المنشورات و الدراسات حول هذه الأوضاع للحكومة الاسرئيلية .
ب-وضع هذه المعلومات تحت تصرف الأقسام الأخرى و الاستفادة منها في نشاطها.
4-مخابرات وزارة الخارجية : وهو قسم تابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية و مهماته متشعبة منها :
1-حماية البعثات الدبلوماسية و الميليشيات الإسرائيلية في الخارج .
2-جمع المعلومات عن الأوضاع المختلفة المتعلقة بصلاحيات وزارة الخارجية.
3-التنسيق مع المخابرات الامبريالية و العملية في الدول العربية و تبادل المعلومات و الاستنتاجات المشتركة حول تحرك رجل المنظمات في الخارج و تحرك المنظمات الأوروبية في الخارج و رصد علاقاتها مع القوى الفلسطينية ، و تحاول إسرائيل بكافة السبل التستر على هذا القسم بالذات لإبعاد الشبهات عن ممثليها و دبلوماسييها حيث يترتب على اكتشافها أمور سلبية تنعكس على عمل هذا الجهاز أولا و على سمعة إسرائيل و مكانتها ثانيا .
4-الشين بيت : و هذا القسم هو أكثر الأقسام نشاطا و أقواها فعالية و تأثيرا خاصة بالنسبة لنا في الأرض المحتلة ، و قد اكتسب سمعة إعلامية و دعائية في الآونة الأخيرة و امتاز هذا القسم بعدة مميزات أهمها :
1-تنوع المهمات الملقاة على عاتقه و احتكاكه المباشر بالمنظمات و الأحزاب المختلفة و الحركات السرية العاملة داخل الكيان الصهيوني كما انه يتميز بتضخمه العددي و تضخم عدد المتعاونين معه من عملاء محليين و خارجيين مما يزيد من أعمالهم و مهماتهم .
2-مراقبة المواطنين العرب في الأراضي المحتلة و مراقبة الأحزاب و التجمعات الإسرائيلية الغير شرعية .
3-مراقبة السفارات الأجنبية و ممثليها و مراقبة المواطنين الأجانب .
4-مراقبة الموانئ و المطارات و المداخل والمخارج و مكامن التهريب و الإجرام .
5-المحافظة على الأمن في المناطق المحتلة و مكافحة المنظمات العاملة و مراقبة نشاطاتها العسكرية و السياسية .
6-جمع المعلومات عن المنظمات و القيام بعمليات التصفية الجسدية .
7-الإشراف على المعتقلين في السجون و ضمان الأوضاع الأمنية .
8-مراقبة كافة النشاطات الثورية في الأراضي المحتلة .
9-مكافحة التجسس العربي على إسرائيل .
و يتبين من خلال هذه المزايا التي يتمتع بها جهاز الشين بيت انه يعتبر من اخطر أجهزة الاستخبارات الصهيونية و أوسعها عملا و أكثرها شعبا و تمتاز شعب هذا الجهاز بان منها الدائم و منها المتغير حيث يتم إيجاده لمهمة خاصة و محددة تنتهي بانتهاء المهمة و أيضا منها القديم و منها الحديث و من هذه الشعب :
أولا : الفريق الضارب : و قد تأسس هذا الفريق بعد عملية ميونخ سنة 1972م و التي قتل فيها 12 رياضيا إسرائيليا في الألعاب الاولمبية و من أهداف هذا الجهاز تصفية القيادات و الكوادر الأساسية في المنظمات الفلسطينية في أي مكان يتواجدون فيه و له مجموعات متخصصة و منتقاة من أجهزة الأمن الإسرائيلية و تقوم هذه المجموعات بإجراء الاتصالات و التغطية و التمويه و استئجار السيارات و تنفيذ المهمات .. الخ .
و قد نفذ هذا الجهاز عدة عمليات ضد رجال المنظمات في عدة بلدان أوروبية مثل باريس و لندن و روما وغيرها ، وقد شاعت إسرائيل أن هذا الجهاز قد حل ، و لكن هذا الإعلان كان زائفا إذ انه لا يزال يعمل حتى الآن و الذي تم هو إعادة بناء له بعد الضجة التي ثارت حول أعماله في أوروبا .
ثانيا : شعبة مكافحة الإرهاب : و هي قسم تابع لرئيس الوزراء مباشرة و يرأسها مستشار رئيس الوزراء لمكافحة الإرهاب ، وقد بدأ تشكيلها كهيئة استشارية عامة لتقدم التقارير المتعلقة بالنواحي الأمنية و الأوضاع الاقتصادية و السياسية ثم تحولت إلى هيئة مختصة بمكافحة الأعمال المضادة لإسرائيل تعمل بإشراف رئيس الوزراء شخصيا .
و لإعطاء صورة أوضح عن كيفية عملا لمخابرات الإسرائيلية فإننا سنوضح البنية الهيكلية لأحد الأقسام بصورة فنية :
أ-رئيس القسم : و هو المستوى الأول أو ( المسئول الأول ) للقسم و هو الذي ينسق أجهزة القسم المختلفة و يوجهها و يعطيها مهماتها و يتلقى التقارير من رؤساء الفروع المختلفة في القسم و هو عضو في هيئة أركان الاستخبارات ورؤساء الأقسام الأخرى و ينافس مسئول الموساد و يقوم أيضا بعملية التنسيق و تبادل المعلومات و التقارير من الأقسام الأخرى .
ب-الإدارة : و هي المسئولة عن القضايا الإدارية و شئون الموظفين المرتبطين براتب شهري دائم و هي التي تقوم بالتنسيق مع رئيس القسم و الأجهزة المختلة في القسم الواحد .
ت-الأرشيف : و هو قسم حفظ المعلومات التي تم التوصل إليها حيث تحفظ كل القضايا بملفات خاصة و توضع وفق تسلسلها الأمني .
ث-قسم جمع المعلومات : و هو القسم الأكثر نشاطا و يمثل الجهاز العصبي للقسم لأنه المسئول عن تغذية الجهاز بالمعلومات ويتكون من :
1-لعملاء و المخبرون و الذين يتم عن طريقهم جمع قسم كبير من المعلومات بطرق سيأتي ذكرها .
2-المحققون الذين يقودون عملية التحقيق مع المعتقلين .
3-الجهاز الفني و هو الجهاز المتعاون مع القسم لجمع المعلومات ، و في كثير من الأحيان يكون تابعا له في العمل و توكل لهذا الجهاز مهمات القضايا الفنية في التحقيق و تنفيذ المهمات العملية لزرع الأجهزة و إبطال فعالية أجهزة مضادة .
المصدر : مركز البحوث للدراسات الإستراتيجية