المشاركة السياسية للمرأة في اليمن خلال الفترة 1952-1967م
الباحث:
أ / رائدة إبراهيم محمد غانم
الدرجة العلمية:
ماجستير
الجامعة:
عدن
الكلية:
الآداب
القسم:
التاريخ
بلد الدراسة:
اليمن
لغة الدراسة:
العربية
تاريخ الإقرار:
2007
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد (ص) أشرف الأنبياء والمرسلين .
لقد ترددت كثيراً في اختيار موضوع الرسالة وتداخلت علي عدة موضوعات بالرغم من أن الاختيار مبدئياً هو حول موضوع المرأة ووقفت على عدد من الأبحاث و من الدراسات التي تناولت تاريخ الحركة الوطنية في اليمن وتطرقت إلى وضع المرأة بشكل أو بأخر في إطار قضية الثورة اليمنية شمالها وجنوبها سبتمبرها وأكتوبرها ولكنني كنت في حيرة وتملأني غصَة قوية في التحديد الدقيق للموضوع ولم أجد مخرجاً من تلك الحيرة وبقدر ما سجلت شكري للأستاذة الدكتورة أسماء ريمي في الصفحات الأولى أسجل شكري هنا مرة أخرى كونها هي الوحيدة التي حلت مسألة هذا التحير والإرباك الذي حصل في اختياري لعنوان الرسالة وبالجلوس معها حددت الموضوع تحت عنوان ( المشاركة السياسية للمرأة في اليمن من 1952- 1967م ) .
وقد رأيت إن تناول هذا الحيز من تاريخ المرأة في اليمن محدود التطرق إليه عند الكتًاب والمؤرخين وإن مروا عليه فهو مرور الكرام و استعدت تاريخ والدتي ووالدي اللذين كان لهما دوراً لازلت أتذكره وأتخيله أثناء الكفاح المسلح وعندها ذهبت إلى والدتي أستفسرها عن اختياري هذا وافقت عليه بسرعة ووعدتني بأنها ستحصل على وثائق من زميلاتها اللواتي ارتبطن بهذا التاريخ وبهذا الكفاح وهي من هن بالطبع وهذا ما حصل . إن ما سبق إنما أردت من عرضه تبيان سبب ميلي في اختياري هذا الموضوع والذي اندفعت إليه بقوة بالرغم من عملي كمدرسة وأم . وهكذا كان موضوع هذه الرسالة .
لقد بوبت هذه الرسالة بثلاثة فصول تأتي بعدها الخاتمة ثم قائمة الملاحق من وثائق وصور فقائمة المصادر والمراجع . وأنهيتها بملخص باللغة الانجليزية .
وفي البدء مهدت للرسالة بتوطئة تتناول الموقع الاستراتيجي لليمن وأثرها في تاريخها القديم كما أوردته سورة النمل في القرآن الكريم والدور التاريخي لبلقيس قال تعالى على لسان بلقيس :(( يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعةً أمراً حتى تشهدون))(1) ولقد عزز هذا القول الكريم من اختياري للبحت كونه يعكس عظمة تاريخ المرأة اليمنية منذ باكورة الحياة .
وعرجت على عدن الموقع البركاني الذي هزأ شموخ بريطانيا أو كما يسموها المملكة التي لا تغيب عنها الشمس واستعنت أيضاً بكلاسيكيات اليونان والرومان وبينت تسمية عدن وأهميتها الإستراتيجية كونها تمثل همزة الوصل بين الشرق والغرب .
وعموماً فقد بينت في هذا التمهيد صورة عن تاريخ اليمن السياسي والمذهبي حتى قيام الدولة المركزية في اليمن أو الدولة القاسمية . وعن الفصل الأول فقد جعلته تحت عنوان المرأة وتطور الحركة الوطنية اليمنية 1940- 1950م .
وقسمته إلى ثلاثة مباحث الأول كان تحت عنوان :
((مشاركة المرأة مع نمو الحركة الوطنية)) والتي بدورها جعلتها تحت ثلاث نقاط وهي:
بوادر الحركة الوطنية وظهور الأحزاب السياسية .
تشكيل الأحزاب والمنظمات السياسية .
المرأة في المنتديات والمؤسسات الاجتماعية والسياسية .
والثاني: تحت عنوان المرأة والمشاركة السياسية المبكرة ووزعتها أيضاً إلى ثلاث نقاط كما هو في متن البحث.
أما الثالث : فكان تحت عنوان النشاط الاقتصادي والاجتماعي للمرأة . تناولت فيها مساهمة المرأة في الخدمات الصحية ، والمهن التعليمية ، والمهن الإعلامية وكذا مجال الفن والأدب وأخيرا المهن اليدوية .
أما الفصل الثاني فقد جعلته تحت عنوان (( المرأة اليمنية وموقفها من القضايا القومية 1950- 1962م )). وتناولت فيه خمس نقاط وهي :
المرأة والنهوض القومي العربي ، وثانيها الموقف الديني من قضايا الصراع حول المرأة وتحريرها وحقوقها كما أوردتها آراء عدد من المفكرين الإسلاميين من حق للعمل وحق عام في المشاركة في الحياة السياسية وغيرها . أما الثالثة فقد تناولت الموقف الديني المحلي من قضايا تحرر المرأة ومشاركتها والصراع الذي دار في عدن تحديدا في تلك الفترة بين علماء الدين من مؤيد ورافض .
والنقطة الرابعة بينت فيها الموقف الليبرالي من مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ورفضهم للموقف الديني المحلي حول ما يتعلق بقضايا الحجاب والسفور والمشاركة في الحياة بشكل عام .تجاه ذلك واختتمتها بالنقطة الخامسة والتي بينت بداية ارتباط المرأة بالتنظيمات السياسية والحزبية وفصَلت فيها تسميات تلك الأحزاب من الجمعية العدنية والرابطة والحركة النقابية وصولا إلى حزب الشعب الاشتراكي والجبهة القومية فمنظمة التحرير وحددت أشهر معالم الأسماء من النساء اللواتي انخرطن في تلك التنظيمات والأحزاب .
وعن الفصل الثالث فقد عنونته تحت مسمى (( مشاركة المرأة في الكفاح المسلح )) وقسمته إلى ثلاث نقاط الأولى تحت عنوان نشاطات عملية مبكرة للمرأة ، بينت فيها صوراً من نضالاتها الأولى الممهدة لمشاركتها في الكفاح المسلح والأثر القومي الذي خلقته ثورة 26 سبتمبر والإعلان عن قيام الجبهة القومية .
والنقطة الثانية جعلتها تحت عنوان موقف الثورة اليمنية من ثورتيها في الشمال والجنوب وأرفقت شرحا وافيا عن أسماء المناضلات في شمال الوطن وإسهاماتهن في الدفاع عن ثورة 1962م ووسائل تلك الإسهامات .
أما عن الجنوب وثورة 14 أكتوبر فقد بينت في هذه النقطة التحرك النسائي الضخم من إضرابات ومظاهرات وإغلاق للمدارس والكليات وأوضحت فيه كيف أصبحت المرأة اليمنية عضوا مشاركا في حركة الكفاح المسلح بل وكيف تحول الحجاب الذي كان عاملا معرقلا لنشاط المرأة إلى عامل مساعد لها في أثناء الكفاح المسلح وما إلى ذلك كما هو مفصل في مثن الرسالة .
وعن النقطة الثالثة التي اختتمت بها هذا الفصل فقد جعلتها تحت عنوان تاريخ وشهادات بينت في الجانب الأول أساليب العمل أثناء الكفاح المسلح وتحديدا أسلوب المرأة وطرائق اختفائها بعد العمليات وأرفقت ذلك بشهادات على ألسن تلك المناضلات عن تجربتهن أثناء النضال .وعن الجانب الثاني في هذه النقطة قدمت فيه بعضا من الاستنتاجات لنشاط المرأة وكفاحها بشكل عام.
أما عن مصادر البحث ومراجعه فقد كنت في شحة منها خاصة وأن عددا من المناضلات الشهيرات قد انتقلنا إلى ربهن كالمناضلة زهرة هبة الله وغيرها .
ولذلك اعتمدت على ما كتبنه تلك المناضلات من ذكريات عن مسيرة حياتهن ومشاركتهن في الكفاح المسلح وذيلت ذلك في مصادر ومراجع الرسالة ، وبالمقابل أيضا اتجهت إلى توثيق عددا من الصحف والمجلات السائرة آنذاك وما أتبثه تلك المجلات والصحف عن نضال المرأة كفتاة الجزيرة والقلم العدني وغيرها .
واعتمدت أيضا على بعض من الكتب والمقالات التي تحدثت عن تلك الفترة ورصدتها خاصة ما كان يدور بين عبد الله باذيب والشيخ البيحاني والشيخ باحميش وما سجلته أقلامهم ومقولاتهم بهذا الخصوص .
وبالمقابل اتجهت إلى تناولات الصحف العربية وما كتب عن تجربة الجنوب والشمال فيما يتعلق باليمن وثورتيها كالأستاذ محمد عمر الحبشي والأستاذ محمد عطية المصري والأستاذ عادل رضا وحسن عوبلي وغيرهم ممن كتب عن تلك الفترة وأرخ للثورة اليمنية بشقيها وما تناولته أيضا بعض الكتابات العربية غير اليمنية .
لقد عانيت كثيرا في هذه الرسالة وأنا أكتبها وهذا وضع طبيعي إلى حد ما والله وحده يعلم ماكنت أعانيه من عناء ومشقة .
أما عن المنهج الذي أوصيت بإتباعه فهو جمع المعلومة وقراءتها من مصادرها الأساسية سواءً كانت شفهية أو مكتوبة ثم مقارنتها بواقع تلك الفترة وبما سجل من مقابلات مع تلك المناضلات أو كتب تناولت تلك الفترة .
أرفقت الرسالة بعدد من الملاحق منها الاستبيان الذي قمت به وحقيقة الأمر فهذا الاستبيان يتعلق بمشاركة المرأة اليوم وليس تلك الفترة غير أن ما أردت قوله من هذا الاستبيان أن حفيدات تلك المناضلات لازلن يسرن على نفس الطريق ، كما ألحقت الرسالة بصور بتلك المناضلات وما حصلت عليه من وثائق .
وبعد فهذا عملي بين أيديكم أيها اللجنة الموقرة فما كان من صواب فهو من فضل الله وما كان من قصور فأنا من يتحمل ذلك القصور .
والله من وراء القصد ,,,,,,