التعليم في اليمن من 1918-1962
الباحث:
أ/ عبد الحميد عبد الله حسين البكري
الدرجة العلمية:
ماجستير
تاريخ الإقرار:
11/9/2000م
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
ملخص الدراسة:
تناولت العديد من الدراسات والبحوث تاريخ اليمن في المدة من 1918- 1962 غير أنها ركزت على الجانب السياسي بدرجة أساس بينما الجوانب الاجتماعية ولاسيما التعليمية لم تحض بدراسة مستقلة ما عدا دراسة للباحث عدنان عبده ناشر عنوانها (التعليم في العهد العثماني والإمامي الملكي والبريطاني في اليمن إلى الثورة اليمنية 1962 م) والتي لم تغطي موضوع التعليم في عهد الإمام يحيى وابنه احمد 1918 م – 1962 م إلا في فصل قصير لا يتجاوز صفحاته اثنتي عشر صفحة. ونتيجة لهذا القصور كان اختيار الباحث لموضوع التعليم في اليمن بغرض إعطاء صورة واضحة المعالم عنه. ويعني الباحث هنا باليمن المناطق التي كان يحكمها الإمام يحيى وابنه احمد وأطلق عليها المملكة اليمنية حتى عام 1948 ثم أطلق عليها المملكة المتوكلية اليمنية حتى عام 1962 م. والسبب الذي جعل الباحث يقصر دراسته على هذه المناطق اليمنية في هذه المدة تحت وطأة الاستعمار البريطاني ,وخضوعها لسياسة تعليمية مغايرة لما هي عليه السياسة التعليمية في المناطق المستقلة من اليمن ,فضلاً عن ذلك تعد الآن دراسة مستقلة عن الأوضاع التعليمية في المناطق الواقعة تحت الاستعمار البريطاني لباحثة يمنية في كلية التربية ابن رشد . حوت الدراسة بين دفتيها على مقدمة وتمهيد ,وخمسة فصول ,وخاتمة ,تطرق التمهيد إلى أهم المدارس التي أنشئت في اليمن في عهد الدولة الأيوبية ,والرسولية والطاهرية , وسلط الضوء بشكل أوسع على ما أنشأه العثمانيون من مؤسسات تعليمية ,ولا سيما في المدة الأخيرة من سيطرتهم على اليمن ,بهدف توضيح الوضع التعليمي قبيل استلام الإمام يحيى السلطة في اليمن . وتضمن الفصل الأول , التعليم الديني الأهلي بنوعيه: الأولي,المتمثل في الكتاتيب (المعلامات) والمدارس الأولية اليهودية. والثاني ,والمتمثل في الهجر والأربطة ,والمساجد الجامعة ,ومنازل العلماء التي تدار فيها حلقات العلم.
وخصص الفصل الثاني للتعليم الديني الرسمي الذي تمثل في المدارس العلمية التي عمل النظام على نشرها في كثير من المدن اليمنية موضحاً مناهجها ونظامها الدراسي وإنفاق الدولة عليها ولزيادة في الإيضاح سلط الضوء على المدرسة العلمية بصنعاء كنموذجاً لبقية المدراس العلمية. وتناول الفصل الثالث التعليم العام الحديث مبتدئا بأهم العوامل التي أدت الى نشر هذا النوع من التعليم ثم وضع المدارس التي أنشئت سواء كانت ابتدائية ، أولية ومكتملة أم مدارس متوسطة وإعدادية وثانوية مبينا لمناهجها وأنظمتها الدراسية ومدرسيها وطلابها. وكرس الفصل الرابع للتعليم المهني بشقية : المدني والمتمثل في المدارس الصناعية والصحية والزراعية ودور المعلمين والعسكري المتمثل في المدارس العسكرية والحربية والشرطة والطيران والأسلحة واثر هذه المدارس في تلبية حاجة المجتمع والدولة. وعرض الباحث في الفصل الأخير البعثات التعليمية سواء التي استقدمتها الدولة من خبراء عسكريين وفنيين وتربويين أم التي أرسلتها الى خارج البلاد في مختلف التخصصات الصناعية والطبية والهندسية والعسكرية والبعثات التعليمية العامة موضحا أفراد بعض هذه البعثات وتخصصاتهم والدول المرسل إليها هذه البعثات وتأثيرها على تطور الوعي ونشر التعليم في البلاد. اعتمد الباحث في دراسته على العديد من المصادر في مقدمتها الوثائق المنشورة وغير المنشورة ومن الوثائق غير المنشورة وثائق البلاط الملكي العراقي المحفوظة في دار الكتب والوثائق في بغداد المتعلقة بتعاون العراق مع اليمن في استقبال البعثات الطلابية اليمنية وإرسال الخبراء العسكريين العراقيين لتعليم وتدريب الجيش اليمني كما اعتمد على الوثائق غير المنشورة المحفوظة في المركز الوطني للوثائق في صنعاء من سجلات للمدارس وشهائد تخرج لبعض الطلاب وغيرها من الوثائق المثبتة في قائمة المصادر.
فضلا على الحصول الباحث على بعض الوثائق من بعض الشخصيات المهتمة بالتعليم ومن الوثائق المنشورة التي استخدمها الباحث تقرير يحيى الضواحي عن أوضاع التعليم في اليمن الذي قدمه في المؤتمر العربي المنعقد في القاهرة عام 1950 م وتقرير احمد جابر عفيف مستشار وزارة المعارف الذي قدمه الى المؤتمر العربي (حلقة إعداد المعلم) المنعقد في بيروت 1957 م وتقرير اليونسكو 1955- 1966 م الإحصاء التربوي العالمي وقد استخدمت هذه الوثائق في معظم فصول الرسالة لا سيما الفصل الثالث والرابع والخامس. وتأتي بعد الوثائق الصحف اليمنية المعاصرة لمدة الدراسة ومنها صحيفة الإيمان وسبأ والنصر وصوت اليمن ومجلة الحكمة اليمانية التي أمدت الباحث بالكثير من المعلومات عن الحياة التعليمية فغطت معظم فصول الرسالة فضلا عن عدد من الصحف والمجلات اليمنية والتي صدرت مؤخرا ونشرت على صفحاتها كثير من البحوث المتعلقة بالتعليم في مدة الدراسة ومنها مجلة الإكليل والحكمة واليمن الجديد والتربية وقضايا العصر والثقافة الجديدة ودراسات يمنية وغيرها ومما اعتمدت عليه هذه الدراسة المقابلات الشخصية التي أجراها الباحث مع بعض الشخصيات التي عاصرت وشاركت في الحياة التعليمية في تلك المدة ومنهم علي أبو الرجال واحمد ضيف الله العزيب واحمد المروني واحمد جابر عفيف وغيرهم وقد حاول الباحث الابتعاد عن بعض المعلومات التي تميزت بالمبالغة أو التمحور حول الذات سواء المعلومات التي وردت في الصحف والمجلات أم في المقابلات الشخصية. ولقد كان للرسائل والاطروحات الجامعية الواردة في ثبت مصادر الدراسة اثر كبير في رفدها بالمعلومات القيمة ومنها رسالة الخفاجي والشرفي وعدنان ناشر والفقيه وأطروحة العزعزي والمقرمي وعبد الله سعيد التي اعتمد الباحث عليها في فصول الدراسة كلها فضلا عن بعض البحوث الغير منشورة ومنها بحث ظاهر صكر التأثير المصري في المنحنى التحديثي وعبد الباقي عبده الإمامة والسياسة التعليمية..، وعبد الغني محمد ، تطور وكفاءة التعليم العام. كما أفادت الدراسة من الكتب العربية والمترجمة ذات الصلة بالموضوع ومن أهمها الكتب التي صدرت لبعض الشخصيات المعاصرة لمدة الدراسة وهي على شكل مذكرات ومنها مذكرات المقبلي ومذكرات زيد عنان ومذكرات العزي صالح ومذكرات محمد الأكوع و عبدالله جزيلان واحمد الشامي والخطري و البيضاني وإبراهيم الوزير وقاسم غالب والواسعي وغيرهم فضلا عن الكتب التعليمية التي حوت في طياتها بعض المعلومات عن موضوع الدراسة ومنها كتب علي هود باعباد و عبدالله الذيفاني و الجراش والحاج وغيرها من الكتب العربية المطبوعة والتي غطت فصول الدراسة.
وقد اعتمد الباحث أيضا على الموسوعات وكتب التراجم ومنها الموسوعة اليمنية وهجر العلم ومعاقله في اليمن ومجموع بلدان اليمن وقبائلها ومعجم القبائل والبلدان اليمنية التي استفاد منها الباحث في التعريف بالأماكن والمواقع الجغرافية والترجمة لبعض الشخصيات التي وردت أسمائها في الدراسة.
ولم يغفل الباحث عن المراجع الأجنبية التي وردت فيها بعض المعلومات المتناثرة عن موضوع الدراسة ومنها كتاب Winner وكتاب Naval وكتاب Farovghy وكتب أخرى مثبتة في قائمة المصادر الأجنبية. وقد ألحق الباحث في نهاية الدراسة ملاحق هي عبارة عن وثائق غير منشورة وبعض الخرائط التي توضح توزيع هجر العلم وبعض المدارس العلمية والمدارس الحديثة على أهم المدن اليمنية وذلك للفائدة. وأخيرا أضع هذا الجهد المتواضع بين يدي أساتذتي الاجلاء رئيس وأعضاء لجنة المناقشة شاكراً لهم سلفاً لما تجشموه من تدقيق للرسالة وتصويبها وإكمال نواقصها ، فالكمال لله وحده وهو من وراء القصد..