الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عهد الملك شمر يهرعش

الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عهد الملك شمر يهرعش


الباحث: أ / خلدون هزاع عبده نعمان
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ الإقرار: 3/2/2003 م
نوع الدراسة: رسالة جامعية



الملخص :

هذا الكتاب هو في الأساس رسالة ماجستير أعدها الكاتب بإشراف الأستاذ الدكتور / عبد الله حسن الشيبة، وتقدم بها إلى قسم التاريخ في كلية الآداب جامعة صنعاء، حيث تم مناقشتها هناك، وحصلت الدراسة على توصية بالنشر. وترافقاً مع مناسبة صنعاء عاصمة للثقافة العربية للعام 2004م ، يتم نشرها بعد إجراء تعديل طفيف في المقدمة فقط، للتتوافق مع طبيعة المناسبة، أما بقية الدراسة فلم تجري عليها أي تعديلات، حفاظاً على طابعها الأكاديمي الصرف، الذي لا يخلو من الجوانب الثقافية العامة. حيث يتناول الكتاب دراسة للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عهد الملك الشهير شمر يهرعش ، لعدة أسباب لعل أبرزها:

1 - أهمية الفترة التاريخية التي عاش فيها الملك شمر يهرعش، والتي شهدت تحولات كبيرة في تاريخ جنوب الجزيرة العربية قبل الإسلام.

2 – الحاجة إلى تحديد عدد الملوك الذين حملوا اسم شمر يهرعش. وحسم الخلاف بين الدارسين حول عدد أولئك الملوك. من خلال إعادة النظر في النقوش التي أدت إلى ذلك الخلاف وما جاء في المصادر الأخبارية.

3 – توحيد الكيانين سبأ وذي ريدان في كيان واحد بقيادة (ياسر يهنعم وابنه شمر يهرعش ملكي سبأ وذي ريدان)، وحسم نتيجة ثلاثة قرون من الصراع بين السبئيين والريدانيين لصالح الريدانيين.

4 – الحروب التي خاضها جيش الملك شمر يهرعش داخل أراضي مملكة حضرموت وضمها إلى سلطة الحميريين. وما رافق ذلك من أحداث في وسط الجزيرة العربية. وقد أهتمت الدراسة بدرجة أساسية، بالأوضاع السياسية في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي، كما تطرقت للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خلال الفترة ذاتها بالقدر الذي أتاحته المعطيات التاريخية الشحيحة جداً في هذا المجال. حيث نجد أن النقوش اهتمت بذكر الأحداث العسكرية وقليلاً ما كانت تتعرض للجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وبما أن الجانب السياسي يتواشج مع الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، فقد كان للأحداث السياسية المتسارعة تأثير واضح على الأوضاع الاقتصادية، وما رافق ذلك من تحولات اجتماعية كبيرة في عدة جوانب خاصة في الجانب الديني الذي تظهر فيه تحولات واضحة. وقد أستخدم في هذه الدراسة منهج البحث التاريخي القائم على التحليل والنقد والمقارنة. للمصادر والمراجع التي أعتمد عليها في الدراسة. والتي يأتي في مقدمتها النقوش المسندية. و قسمت الدراسة على أساس التسلسل التاريخي للأحداث كلما كان ذلك ممكناً، حيث أن الفترة التاريخية التي تتناولها قصيرة للغاية، الأمر الذي يصعب معه تحديد أسبقية بعض الأحداث التي أشارت إليها النقوش. وعليه فقد قسمت الدراسة إلى خمسة فصول، بالإضافة إلى مقدمة الدراسة وخاتمتها. والفصول هي:

الفصل الأول : جنوب الجزيرة العربية .. الموقع الجغرافي والتاريخ القديم.

- المبحث الأول: الموقع الجغرافي.

- المبحث الثاني: التاريخ القـديـم.

حيث قدم في هذا الفصل دراسة موجزة عن الموقع الجغرافي لجنوب الجزيرة العربية، وأقسام السطح والغطاء النباتي فيها، وآثار ذلك على حياة سكانها. ثم تبع ذلك دراسة تاريخية لممالك جنوب الجزيرة العربية وخاصة تاريخ مملكة سبأ، الذي يندرج فيه تاريخ بقية الممالك.

الفصل الثاني : الملك شمر يهرعش في المصادر النقشية والأخبارية .

- المبحث الأول: الملك شمر يهرعش في المصادر النقشية.

- المبحث الثاني: الملك شمر يهرعش في المصادر الأخبارية.

تناول هذا الفصل شخصية الملك شمر يهرعش من خلال المصادر النقشية، بهدف تحديد الملك المعني بهذه الدراسة، فقد تم ترتيب النقوش التي ذكرت اسم الملك شمر يهرعش حسب تسلسلها التاريخي، وبُحث في المسوغات التي جعلت الباحثين يرون أن هناك أكثر من ملك حمل هذا الاسم. كما دُرست مختلف المصادر الإخبارية التي تحدثت عن الملك شمر يرعش وبيُنت شخصية الملك في تلك المصادر.

الفصل الثالث : الملك شمر يهرعش ملك سبأ وذي ريدان.

- المبحث الأول: الأوضاع السياسية قبل عهد الملك شمر يهرعش ملك سبأ وذي ريدان.

- المبحث الثاني: الأوضاع السياسية في عهد الملك شمر يهرعش ملك سبأ وذي ريدان.

درس هذا الفصل الأوضاع السياسية التي مهدت للأحداث التي وقعت في عهد الملك شمر يهرعش المشترك مع أبيه ياسر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان، ثم تناول بالدراسة فترة اشتراك الملك شمر يهرعش في الحكم مع أبيه والتي تم خلالها ضم مملكة سبأ إلى سلطة الحميريين. كما تناول بالدراسة الفترة التي أستقل فيها الملك شمر يهرعش بلقبه القصير (ملك سبأ وذي ريدان) بالحكم بعد وفاة أبيه الملك ياسر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان.

الفصل الرابع : شمر يهرعش ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت .

- المبحث الأول: ضم حضرموت إلى سلطة الملك شمر يهرعش.

- المبحث الثاني: الأوضاع السياسية في عهد الملك شمر يهرعش ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت.

بدأ هذا الفصل بدراسة الأوضاع السياسية في مملكة حضرموت في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي، والتي أدت إلى سقوطها في أيدي الريدانيين في بداية العقد الأخير من القرن الثالث الميلادي، بعد ذلك تناول هذا الفصل الأوضاع السياسية بعد سقوط حضرموت واتخاذ الملك شمر يهرعش للقبه الطويل (ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت)، سواء في المناطق الشمالية أو داخل حضرموت. وفي نهاية الفصل هناك محاولة لتحديد تاريخ وفاة الملك شمر يهرعش من خلال عدد من النقوش المنشورة.

الفصل الخامس : الحياة العامة .

- المبحث الأول: الحياة الاقتصادية.

- المبحث الثاني: الحياة الاجتماعية والـدينيـة.

انطوى هذا الفصل على دراسة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والدينية خلال الفترة الزمنية التي تتناولها هذه الدراسة، وبدأ بالحياة الاقتصادية المتأثرة بالأحداث السياسية المتقلبة، وفي الحياة الاجتماعية تناولت الدراسة الفئات التي كان يتشكل منها المجتمع، ودور كل فئة في داخل المجتمع، أما الحياة الدينية فقد تناولت أهم الآلهة والمعتقدات الدينية السائدة في ذلك الوقت، والتحولات الدينية التي بدأت تظهر داخل المجتمع.

وفي خاتمة الدراسة عرض لأهم النتائج التي توصلت إليها. كما احتوت الدراسة على ملحق للنقوش التي دوّنت خلال الفترة التاريخية التي حكم فيها الملكان شمر يهرعش وأبيه ياسر يهنعم.

وفي هذه الدراسة، أعتمد على عدد من المصادر والمراجع العربية والأجنبية التي أمكن الحصول عليها. إضافة إلى الزيارات الميدانية لبعض المناطق والمواقع الأثرية التي لها صلة مباشرة بموضوع الدراسة، بهدف التعرف عليها ومحاولة العثور على نقوش غير معروفة من قبل، بالإضافة إلى التأكد من محتوى بعض النقوش التي نشرت أكثر من مرة دون تطابق في محتوياتها. وفيما يلي تفصيل ذلك:

1 – النقوش: وهي المصدر الأساسي لمعظم المعطيات التاريخية الواردة في هذه الدراسة. حيث تم حصر النقوش المنشورة، ذات الصلة بالفترة التاريخية محل الدراسة، ومن ثم تصنيفها وفقاً لموضوع محتواها (سياسي– اقتصادي–اجتماعي). ومع وجود نقوش تحتوي على أكثر من موضوع، تم تناولها وفقاً للتصنيف السابق وبحسب تسلسل فصول الدراسة مثل نقش (Ir 14). وفي سياق الموضوع تم استعراض النقوش حسب تسلسلها التاريخي، وبالنسبة للنقوش غير المؤرخة فقد تم استعراضها وفقاً لتسلسل الأحداث كلما كان ذلك ممكناً. وقد تبين من خلال دراسة وتحليل ومقارنة محتوى النقوش أن بعضها قد نشر أكثر من مرة وتباين محتواها من نشر إلى آخر مثل النقش (CIH 46). والبعض الأخر لم ينشر كاملاً مثل (Gl 1593, 1594, 1595,1596)، إضافة إلى وجود اضطراب في محتوى النقش (CIH 353).

2 – المصادر الأخبارية العربية:

أعتمد في هذه الدراسة على عدد من المصادر الأخبارية العربية ، وقد تم أفرد مبحثاً خاصاً في الفصل الثاني عن شخصية الملك شمر يهرعش في المصادر الاخبارية العربية. وبناء على دراسة وتحليل ما ورد فيها عن الملك شمر يهرعش، فقد تم تقسيمها إلى مجموعتين وفقاً لاتفاق وتشابه كل مجموعة في تناولها لحياة الملك شمر يهرعش ونسبه، حيث تبين بأن إحداهما اعتمدت رواية وهب بن منبه بينما اعتمدت الاخرى أخبار عبيد بن شريه الجرهمي. والروايتان معاً تضمنهما كتاب التيجان في ملوك حمير. ولذلك فقد كان كتاب التيجان في ملوك حمير ، الذي دوّنه (أبي محمد عبد الملك بن هشام) بقسميه (رواية وهب بن منبه وأخبار عبيد بن شريه)، المصدر الأساسي الذي اٌعتمد عليه في تناول هذا الجانب من الدراسة. وقد كانت الإفادة من تلك المصادر محدودة، نظراً لتميزها بالطابع الأسطوري في سرد الأحداث، وتعرض بعضها للتصحيف والحذف والإضافة. 3 – المراجع العربية:

و تتمثل بعدد من الكتب والدراسات والبحوث، وبعض تقارير البعثات الأثرية. التي أمكن الحصول عليها، حيث تم الإفادة منها في مختلف فصول الدراسة.

4 – المراجع الأجنبية:

كما أمكن الحصول على عدد من الكتب والدوريات الأجنبية المتعلقة بتاريخ وآثار جنوب الجزيرة العربية، وبالرغم من تعدد اللغات التي نشرت بها إلا أن الإفادة منها كانت كبيرة ومن جوانب مختلفة. وقد واجه إعداد هذه الدراسة عدة صعوبات أهمها :

1 – طبيعة النقوش المسندية ذات الصفة التقريرية، والتي هي المصدر الأساسي في هذه الدراسة، حيث أنها لا تذكر تفاصيل الأحداث التي تناولتها، مما يجعل المعلومات التي يمكن الافادة منها مبتورة وغير واضحة. كما أن العديد من النقوش نشرت أكثر من مرة، وهناك اختلاف بين نشر وأخر، إلى جانب ذلك نجد أن معاني بعض الكلمات في المعجم السبئي، لا تتفق مع سير الأحداث في النقوش.

2 – ندرة المراجع والدراسات الأجنبية الحديثة في المكتبات الجامعية والمكتبات العامة، وصعوبة الحصول عليها من بعض المراكز الأجنبية، فضلاً عن تعدد اللغات التي نشرت بها.

3 – الصعوبات المتعددة في الوصول إلى بعض المواقع الأثرية التي يوجد فيها نقوش مسندية، والمنتشرة في مختلف المناطق اليمنية، وخاصة في مديرية الحدا (محافظة ذمار).