النسبة إلى المواضيع والبلدان (القسم الأول) من بداية حرف(أ)إلى نهاية حرف(ذ) للطيب بامخرمة - دراسة وتحقيق
الباحث: أ/ محمد عبد الله محمد المعلمي
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ الإقرار: 2005م
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص:
من الأمور المسلّم بها أن التاريخ الإسلامي بمفهومه الشامل والواسع لا ينحصر في مجال واحد بل يشمل جميع المجالات . فاهتمامهِ بالمجال السياسي كاهتمامهِ بأخبار الأُمم والشعوب وما تحويه من أخبار الخلفاء ، والأمراء ، وكذا أخبار الأُسَرِ وغيرها ، ولكنه في الحقيقة تاريخ للأمة بكل فئاتها وشرائحها المختلفة كالعلماء والقادة والمصلحين والمحدِّثين والشعراء وعامةِ الناس .
ومن هذا المنطلق فإن هذا التاريخ هو عطاء هذه الأمة المتجدد ، لأن مكانته بين العلوم الإنسانية الأخرى عالية لأهميته الكبرى وفوائده العظيمة التي تمثل عظمة الأمة الإسلامية كونه الوسيلة التي يتعرف من خلالها الخَلَفْ على المكانة العظيمة التي وصلت إليها أمة الإسلام من موروث حضاري وفكري استنارت به أمم وشعوب المعمورة لفترة طويلة من الزمن تمتد حتى اليوم .
ولقد أسهم علماء اليمن الأجلاء في إثراء التاريخ الإسلامي بالعلوم والمعارف مثلهم مثل علماء الإسلام الآخرين .
وعلى هذا الأساس يعتبر التاريخ الإسلامي هو الميزان الحقيقي الذي تُعْرف به الأنساب والأحوال ومواضع البلدان التي أنجبت خِيرة أبنائها .
ومن هنا يتضح جلياً أهمية علم الأنساب الذي اهتم بتدوين أسماء الأمم والشعوب التي ينسب إليها ، كالقبائل والطوائف والبطون والتثبت من رجال الحديث وعلماء القراءات .
وعليه .. نلاحظ أن علم الأنساب ارتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم الجَرْح والتعديل الذي اختصت به الأمة الإسلامية ، ونظراً لما يتمتع به هذا العلم من قدر عظيم ، فقد دفع العلماء إلى الاهتمام به فأَوْلوه عناية خاصة " وأنفقوا بذلك نفائس الأعمار وركبوا فيه الأخطار حتى حصلوا في أسفارهم على فوائدَ كثيرةٍ بلغوا من خلاله غاية المنى ، ونهاية الأوطار ، كاشفين عن الأمة كل غُمّة عما رووا من الأخبار وجعلوا غياهب كل ظلمة بنيران الآثار "1 .
والمطلع على كتب : الطبقات ، والرِّجال ، والأماكِنَ ، والبلدان يجعل مخطوطنا هذا محتوياً على كل ذلك فهو : ( النسبة إلى المواضع والبلدان ) ، لأبي محمد الطيب بن عبد الله بن أحمد بامخرمة ، يحتوي على العديد من العلوم التي تختص بالجوانب السياسية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية .
فمخطوطنا هذا جاء لِيُضِيْفَ شيئاً مُهِماً إلى كتب التراجم التي تزخر بها المكتبات العربية والإسلامية " كما أن لهذا المخطوط أهمية كبيرة لما يُضِمُ بين دفتيه من أسماء مشاهير العلماء ، وكُنَاهم ، وألقابهم ، وأوطانهم ، وتاريخ ولادتهم ، ووفياتهم ، وأسماء شيوخهم ، لأنه عندما تتشابه الأسماء والكُنَى والأنساب ، تَبْرُز الحاجة إلى التّمَيُز2 .
ولهذا تَبْرُز أهمية الاعتناء والاهتمام بالتراث العلمي المخطوط ، الذي بدأ يحظى باهتمام أبنائهِ . لأنه ظَل حَبِيْساً بين رفوف المكتبات العامة والخاصة ، فكان لزاماً على الباحثين إظهار هذا التراث الإنساني للاستفادة من علوم أسلافهم .
وإذا كان الأمر كذلك ، فالواجب على الباحثين من أبناء اليمن الاهتمام بالتراث العلمي لأن معظمه ما زال في طَي المجهول ، بل الكثير منه فُقِدَ والكثير منه تعرض لعبث العابثين ، نظراً لجهل الكثير بأهمية هذا التراث . وكذلك فقدان جزء مهم منه من خلال تعرضه للسرقةِ أو البيع بثمن بخس حتى ظهر الكثير من خراج الوطن ، وأَما ما بقي منه في الداخل فما زال ينتظر الأيادي الحانية لتمتد إليه لتظهره إلى النور من أجل أبناء اليمن خاصة والتراث العلمي الإسلامي عامة .
أسباب اختيار الموضوع:
من هذا المنطلق جاء اختيار هذا المخطوط باقتراح من الأستاذ الدكتور / عبد الرحمن عبد الواحد الشجاع ، نظراً لأهميتهِ التاريخية ، واشتمالهِ على العديد من المواضع في بلاد الإسلام ، لأنه من عيون المخطوطات اليمنية لإسهامه البارز في علم التراجم والأنساب ، فكان هذا هو سبب اختيار هذه المخطوطة مساهمة مني في إخراج هذا السِّفْرِ إلى عالم النور لِيُضَاف إلى ما سبق تحقيقه من قبل الزملاء الباحثين بالإضافة إلى ما تم ذكره ، يمكن أن يحمل أسباب اختياري لهذا الموضوع ما يلي :
- أهمية المخطوط : تعود أهمية هذا المخطوط إلى كونهِ موسوعة كبيرة تضم الكثير من الموضوعات المهمة منها :
شموله للعديد من الأماكن ، والبلدان ، والمواضع في مختلف بلاد المسلمين ، وذِكْرِه للكثير من العلوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والجغرافية ، وأيضاً تغطيته لرقعة جغرافية كبيرة تمتد من أقصى الشرق وحتى بلاد الأندلس غرباً ، كما تمكن أهميته بترجمته للعديد من الشرائح الاجتماعية في المجتمع الإسلامي : كالعلماء ، والوزراء ، والكتَّاب ، والقُضَاة ، والرواة ، والمحدِّثين ، وغيرهم . وبذلك يُعْطِينا صورةً مشرفةً لتاريخنا الإسلامي في مختلف الجوانب .
توفر الرغبة لدي للمساهمة في تحقيق هذا المخطوط لكي يضاف على ما كتب عن تاريخ أُمَّتِنا .
هيكلية البحث :
تحتوي الرسالة على مقدمة وقسمين ( دراسة ، وتحقيق ) وخاتمة ، وهي المشتملة على العناصر التي نتحدث عنها في هذه الصفحات :
القسم الأول: ( الدراسة ) .
وتتضمن الدراسة فصولاً ثلاثة ، وذلك على النحو الآتي :
- الفصل الأول : ( حياة المؤلف وعصره ) .
أولاً : حياة المؤلف :
مولده .
نشأته وطلبِه للعلم .
شيوخه .
تلاميذه .
مكانتَه العلمية .
مصنفاتِه .
وفَاتَه .
ثانياً : عَصر المؤلف .
- الفصل الثاني : ( التعريف بالمخطوط منهجاً وتحقيقاً ) .
ويتضمن هذا الفصل :
عنوان الكتاب ونسبتُه إلى المصنف .
موضوع الكتاب وأهميته .
وصف نسخ المخطوط .
منهج المصنف في كتابه .
الفصل الثالث : تم الحديث فيه عن :
اليمن في كتاب النسبة إلى المواضع والبلدان ، لكون مواضع اليمن قد جاءت متشعبة في المخطوط فقد عملت جاهداً على جمع ما يخص هذا البلد من معلومات ( مواضع وتراجم الرجال ) وذلك خدمة للباحثين وتسهيل
مهماتهم .
القسم الثاني : ( التحقيق ) .
تم في هذا القسم القيام بما يأتي :
ضبط النص مع وضع النقاط ، والفواصل ، والأقواس نظراً لعدم وجودها أحياناً في النسخ المتوفِرة لدينا .
مطابقة معلومات النص مع كتب التراجم ، والمصادر والترجمة . للرّجَال الذين وردت أسماؤُهم في هذا المخطوط .
التعريف بمواقع البلدان التي وردت فيه ، وإكمال الحروف الناقصة لبعض الكلمات والإشارة إلى الكلمات أو المعلومات الواردة في حاشية النسخ على هامش التحقيق وغيرها .
الخاتمة .
قائمة المصادر والمراجع .
الفهارس .
هذا ولا يسعني إلا أن أقف لأقول بأن هذا الجهد المبذول – رغم عنائه – لا يعد كافياً لخدمة هذا المخطوط لأنه في حاجة إلى خدمة متكاملة متظافرة الجهود داعياً نفسي والباحثين أن يولوا جهودهم لإخراج تراثنا المخبوء ...
والله أسأل أن يوفق الجميع ،،،
--------------------------------------------------------------------------------
1 ابن الديبع : أبو الضياء عبد الرحمن بن علي الشيباني الزبيدي ( ت 944هـ/1527م ) قرة العيون بأخبار اليمن
الميمون . ص11 . تحقيق : محمد بن علي الأكوع ، ط2 . 1409هـ/1988م .
2 مقدمة محقق كتاب المعين في طبقات المحدثين للذهبي . ص5 .