Esraa Eman Hussein{Admin} Admin المدير العام للمنتدى
الابراج : عدد المساهمات : 4049 تاريخ التسجيل : 15/06/2009 العمر : 35 الموقع : www.esraa-2009.ahlablog.com
| موضوع: علم الميكانيكا ( الحيل ) فى الحضارة الاسلامية الثلاثاء 09 أغسطس 2011, 1:33 pm | |
| علم ( الميكانيكا ) الحيل فى الحضارة الاسلامية
ان الحضارة الاسلامية من الحضارات القوية التى استمر تفوقها وازدهارها فترة طويلة من الزمن وطرق علمائها كل المجالات العمية والادبية والفكرية يدفعهم الى ذلك ايمان عميق بالبحث العلمى لخدمة البشرية والتفكر والتامل فى الكون الفسيح الذى خلقة الله وامرنا بامعان النظر والتفكر فى كل اية من اياته الداله على عظيم قدرته وبديع صنعه فظهر من بين هولاء العلماء من اتخذ من الفلسفة طريقا يصل من خلاله الى الحقائق المختلفة ومنهم من تفوق فى العلوم العقلية كعلم الحيل ( الميكانيكا) الذى يظن الكثير من الناس ان هذا العلم لم يعرفه العالم قبل الثورة الصناعية فى اوروبا ولكن الحقيقة غير ذلك تماما فقد ظهر هذا العلم فى العصور القديمة لسد حاجات الانسان فى المجالات المختلفة كما ظهر هذا العلم فى العصور الوسطى عند المسلمين وظهرر الكثير من العلماء الذين بحثوا فى علم الحيل ( الاسم الذى كان يطلق على علوم الميكانيكا فى الصر الاسلامى ) والفوا فيه الكتب وترك لنا هولاء العلماء الكثير من المؤلفات فى هذه العلوم وهى تثبت بما لايدع مجالا للشك براعتهم وتفوقهم فى هذا المجال ومن بين هولاء العلماء . * اولاد موسى ابن شاكر:. كان بنو موسى وذريتهم من احسن وافضل علماء الرياضة والفلك عاش ابوهم فى كنف الخليفة العباسى المامون ومات تاركا ثلاثة من ابناءه صغار افاهتم المامون وعنى بتربيتهم وتعليمهم علوم الاوائل فشب الاخوة الثلاثة ـ محمد واحمد والحسن ـ ود برعوا فى الرياضيات والفلك والحيل والالات واهتم الاخوة الثلاثة بعلوم اليونان وانفقوا الكثير من الاموال على شراء الكتب وترجمتها الى اللغة العربية وفى ذلك قال عنهم ابن النديم فى كتابة الفهرست ( ان هولاء القوم ممن تناهى فى طلب العلوم القديمة وبذلوا فيها الرغائب واتعبوا فيها انفسم وانفذوا الى بلاد الروم من اخرجها اليهم فاحضراوا النقلة من الاصقاع واتعبوا فيها انفسهم وانفذوا الى بلاد الرزم من اخرجها اليهم فاحضروا النقلة من الاصقاع والاماكن بالبذل السنى فاظهروا عجائب الحكمة وكان الغالب عليهم من العوم الهندسة والحيل والموسيقى والنجوم ) اما المؤرخ القفطى فقال عن بنى موسى ( انهم ابصر الناس بالعندسة وعلم الحيل ولهم فى ذلك تواليف عجيبة تعرف بحيل بنو موسى وهى شريفة الاغراض عظيمة الفائدة ). زمن اشهر مؤلفاتهم فى علم الحيل كتابه( الحيل النافعة ) والذى يعد من اجل واعظم انجازات موسى ابن شاكر فى مجال الميكانيكية والذى قال عنه سوتر ( ان الحلول الواردة فية تتجاوز الاعمال السابقة لنبى موسى وتدل على ذكاء وتفكير مستقلين وكان هذا الكتاب المتداولة من قبل الرياضيين والفلكييين فى العصور الوسطى بل ان هناك الباحث الغربى كورتسة الذى قال ( ان كوبر نيكوس كان يستخدم كتاب بنى موسى وكان هو المرجع الذى اعتمده علية فى حل مسالة التقسيم الثلاثى للزاوية ) كذلمك امتدح المؤرخ ابن خليكان كتاب الحيل فقال فيه ( انه كتاب عجيب ونادر يشتمل على كل نادرة وقد يكون هو كتاب الاول فى الميكانيكا وقد وقفت علية فوجدته من احسن الكتب وامتعها) ان كتاب بنى موسى يشتمل على اكثر من مائة تركيب ميكانيكى عشرون منها تحمل قيمة علمية كبيرة وذات فائدة عظيمة للناسو من بين هذهه التراكيب تلك الالة المسماه الة الابار التى تقتل من ينزل فيها وهى الة مخصصة لكى يستخدمها الانسان لينزل بها فى الابار والجباب التى يخاف الانسان ان تؤذية او ان يقتل اذا نزل فيها وقدموا شرحا وافيا لهذه الاله وشرحوا كيف يستخدمها الانسان فى النزول الى الابار . كذلك من التراكيب الميكانيكية الهامة فى كتابهم الالة التى يخرج بها الانسان من البحر ويستطيع عن طريقها التنفس تحت الماء واخراج الاشاء التى فى الابار والبحار والانهار ويخرج بها الجوهر ايصا. كذلك ورد بهذا الكتاب الكثير من التراكيب الميكانيكية الهامة منها او انى تؤدى وظائف للمنازل ووحدات لمعايرة كمية معينة من الماء يستخدم فى المتوضيات والحمام و كذلك تصاميم لوحدات اضاءة تعمل بالزيوت.
* الجزرى : ومن علماء الحيل الميكانيكية الذائعى الصيت فى العصر الاسلامى الجزرى وهو بديع الزمان ابو العز اسماعيل ابن الرزاز الجزرى والذى يكنى لانه من ابناء الجزيرة الواقعة بين نهرى دجلة والفرات ولقد عاش الجزرى فى القرن السابع الهجرى الثالث عش الميلاد فى كنف السلاجقة ومن اهم مؤلفاته فى هذا المجال كتابه ( الجامع بين العلم والعمل النافع فى صناعة الحيل) ولقد أتم الجزى هذا الكتاب فى عام 626هـ 1206م وترجع اهمية هذا الكتاب الى انه يبحث فى الكثير من التراكيب الميكانيكية كالساعات والات رفع المياة والابواب والاقفال مما جعل المؤرخ جورج سارتون يقول عن هذا الكتاب ( انه اكثر الاعمال تفصيلا مكن نوعه ويمكن عده الذروة فى هذا المجال من الانجازات الاسلامية ) كذلك نجد المستشرق دونالدهيل يقول عن كتاب الجزرى ( انه وثيقة لم تقدم الحضارة البشرية مثيلا لها وان اى وثيقة من حضارة اخرى فى العالم ليس فيها ما يضاهى ما فى كتاب الجزرى من غنى فى التصاميم وفى الشروحات الهندسية بطرق الصنع وتجميع الالات ) وان الجزرى فى كتاب وصف ما يقرب من خمسين الة ميكانيكية منها الساعات المائية والنافورات وكلها موضحة بالصور الملونة الجميلة التى توضح متن المخطوط كذلك وصف الجزرى فى كتابه اوانى الشرب ذاتية الحركة ان ابحاث الجزرى فى علم الحيل الميكانيكية كانت فى غاية الاهمية لتطوير هذا العلم والوصول به الى مستوى رفيع حتى انه توصل الى اختراع الانسان الالى التحرك للخدمة فى المنزل ( الروبوت ) حيث طلب الخليفة ان يصنع له الة تغنية عن الخدم كلما رغب فى الوضوء للصلاة فصنع له الة على هيئة غلام منتصب القامة وفى يده ابرايق وفى اليد الاخرى منشفة وعلى عمامته يقف طائر فان حان وقت الصلاة يصدر الطائر صوتا ثم يتقدم الخادم نحو سيده ويصب الماء من الابريق بمقدار معين فاذا انتهى من وضوئه يقدم له المنشفة ثم يعود الى مكان والعصفور يغرد. كذلك فان الجزرى يعتبر اول من اخترع مضخة المكبس وقدم لنا فى كتابه خمس الالات مختلفة لرفع المه من الاعماق بالجهد اليسير كما صمم الجزرى الكثير من الساعات المائية الددقيقة داخل الساعات والالات اتية الحركة كذلك صممم الجزرى الساعات الضخمة وهو اول من وصف الساقية ذات الزنجير والدلاء التى تدور بمحرك مائى بالمسننات المتعامدة فى عام 1205م. ومن علماء المسلمين الذين تفوقوا فى علم الحيل العالم عباس ابن فرناس الذى اخترع الة لقياس الوقت اسماها الميقاته والتى كانت بمثابة مقدمة لصنع الساعات المائية او الزئبقية او الشمسية والف ابن فرناس فى علم الحيل كتابين هما ( الات الساعات ) وكتابه ( اشكال فى الحيل) . ومن علماء المسلمين الذائعى الصيت فى علم الحيل محمد ابن احمد الخوارزمى الذى تحدث عن الالات والاجهزة التى استخدمها العلماء فى زمانة فى الهندسة والحساب وحركة الماء والف كتابا عظيما اسماء ( مفاتيح العلوم ) ضمنة فصلا عن صناعة الالات عند العرب. * المالقى : ومن اشهر علماء المسلمين فى علم الحيل الحاج يعيش المالقى والذى ولد فى الاندلس وعاش فى مدينة مالقة ثم هاجر الى المغرب واستقر فى مراكش وهو من البارزين فى علم الميكانيكا ومن اشهر انجازاته فى مجال الهندسة الميكانيكية مقصورة المسجد الجامع بمراكش والتى كانت اية فى التصميم الهندسى الميكانيكى فقد وضع المالقى بابا على يمين المحراب بداخلة منبر وعن يساره باب بداخلة دار فيها حركات المقصورة الميكانيكية والمنبر وكان الخليفة عبد المؤمن يدخل من الباب على المقصورة ويخرج منها بواسطته فكان اذا قرب وقت الصلاة يوم الجمعة دخل عبد المؤمن هذا الباب فتدور الحركات الميكانيكية فى الدار بعد رفع البسط عن موضع المقصورة وتبرز الاضلاع فى زمان واحد ويظل الباب مغاقا فاذا قام الخطيب لصعود المنبر انفتح الباب وخرج المنبر دفعة واحدة ولايسمع له حس ولا ترى له حركة وهكذا نرى علماء المسلمين قد قدموا لعلم الحيل فى العصور الوسطى الكثير من المؤلفات والاختراعات والتى ساهمت بشكل كبير فى تطوير هذا العلم ووضع الاسس القوية للنهضة العلمية التى شهدها العصر الحديث ولولا جهود علماء المسلمين فى هذا المجال لاضطر علماء الغرب الى ان يبدأو من الصفر ولولا جهود علماء المسلمين فى هذا المجال وفى غيرة من المجالات لتأخر سير الحضارة الانسانية كثيرا عما هى علية الان .
بقلم / رمضان رشدان
مدير عام البحوث والدراسات الاثرية بالقلعة
| |
|