الأضرحة في اليمن من القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي وحتى نهاية العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي
الباحث:
د/ علي سعيد سيف
الدرجة العلمية:
دكتوراه
تاريخ الإقرار:
1998 م
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
المقدمة:
الحمد لله الذي لايبقى الا وجهة ولا يدوم الا ملكة على ما اعان ووفق ونصلي ونسلم على الرحمة المهداة محمد صلى الله علية وسلم وعلى الة وصحبة اجمعين
وبعد فان هذا البحث المرسوم الاصرخة في اليمن من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) وحتى نهاية القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي ) دراسة اثرية معمارية
ما هو إلا محاولة متواضعة اعطيت من خلالها صورة نرجوا من الله أن تكون واضحة المعالم متكاملة الجوانب عن هذا النوع من الابنية التي يعزف الكثير من الباحثين عن دراستها وذلك لانها تقوم على مدافن الموتى ولما وردت عنها من احاديث نبوية سواء بالتحريم أوالكراهية وبصرف النظر عن موقف الاسلام وعلمائة من هذة الابنية فإن دراسة هذا الموضوع تتعلق بدراسة الجوانب المعمارية والزخرفية لان اغلب هذة الابنية يغطيها قباب متنوعة أخذ البعض منها شكل القبة نصف الكروية والبعض الاخر النوع المضلع ، كما يزين بعض جوانبها من الداخل بزخارف متعددة .
وتاتي أهمية دراسة هذا الموضوع لما تتمتع بة هذة الابنية من صفات دينية نظراً لحرمة الميت المدفون فيها ،ولها أهميتها من الوجهة المعمارية وذلك لما تشتمل عليها هذة الابنية من عناصر معمارية وفنية متمثلة بالقبة التي تعتبر الميزة الرئيسية لها واحتوائهاعلى مناطق انتقال جمعت بين الحنايا الركنية سواء المجوفة منها أو المفصصة والمقرنصات والمحراب في بعض الاضرحة إضافة إلى العقود .أما العناصر الزخرفية فقد زينت الاضرحة بشتى أنواع الزخارف من كتابية ونباتية وهندسية كما تكمن أهمية دراسة هذا الموضوع في أنها تلقي الضوء على نشأة الاضرحة اليمنية وتطورها وأشكالها .
إلى جانب أن بعض الباحثين اقتصرت دراستهم على الاضرحة المجاورة للمساجد والمدارس باعتبارها مبان ملحقة مما لم يعطة حقة من الوصف والتحليل إضافة إلى أن هذة الابنية تحتوي على توابيت خشبية وتراكيب مبنية وشواهد وقبور ، مما دعا الباحث إلى أن يقوم بدراسة هذا النوع من الابنية رغم ما تعترضة من عقبات ،دراسة وصفية وتحليلية مشتملة على توثيقها بالمساقط الافقية والصور .هذا فضلا عن أن هذة البنية باعتبارها عمائر إسلامية يتجلى فيهاأساليب التصاميم المعمارية والفنية خلال العصور الاسلامية مع تتبع مراحل تطورها ،لذلك كله وقع اختياري لدراسة هذا الموضوع .إضافة إلى ذلك فان الموضوع يغطي فترة زمنية طويلة ،ورقعة جغرافية كبيرة أمتدت على القسم الشمالي من الجمهورية اليمنية باختلاف تضاريسها وتنوعها فيما بين السواحل والجبال والاودية الذي كان له الأثر الكبير في مجريات الاحداث على الساحة اليمنية ،وتعدد الدويلات التي حكمت اليمن خلال فترة البحث حيث وصلت عدد الدويلات التي حكمت اليمن خلال فترة البحث حيث وصلت عدد الدويلات في بعض الاحيان إلى أربع دول كبني زريع في عدن وبني نجاح في زبيد والصليحيين في المناطق الوسطى والائمة في صعدة في فترات تاريخة استطاعت بعض الدول من السيطرة شبة الكاملة على اليمن ومن هذة الدول الصليحية في بعض فتراتها (439-532هـ/1048م)والدول الايوبية (569-626هـ/1174-229) والدول الرسولية (626-858هـ/1229-1454م). وتعدد الدويلات في اليمن ما هو إلاصدى لتاريخ اليمن القديم متمثلا العبارة القائلة التاريخ يعيد نفسة ولذلك فدراسة هذا الموضوع بفترتة الزمنية يغطي اليمن ،وتعدد دويلاتة ومدى رعاية حكام تلك الدول للعمارة والفنون من خلال درأسة الاضرحة ،لذا فقد تم اختيارالفترة الواقعة بين القرنين الرابع والعاشر الهجريين (العاشر والسادس عشر الميلاديين).ولقد تناولت هذا الموضوع متبعاً المنهج العلمي التالي:
- حصر جنيع الاضرحة وذلك من خلال ما أشارت إلية كتب الطبقات إلى وجودهافي مناطقها.
- جمع المعلومات التاريخية عن أصحاب تلك الاضرحة أو بناتهامن خلال المصادر التاريخية المعاصرة لهم.
- زيارة المناطق التي يوجد فيها الاضرحة ودراسة هذة الاضرحة دراسة وصفية دقيقة مع قراءة النصوص الكتابية المسجلة عليها مبرزاً أهميتها.
- تصوير تلك الاضرحة فوتوغرافيا
- عمل المساقط الافقية بمقياس رسم مناسب لكل ضريح
هذا ولقد استفاد الباحث من العديد من المصادر والمراجع العربية والاجنبية منها على سبيل المثال : المصادر العربية الهامة مثل كتب الطبقات.كتاب الجعدى "طبقات فقهاء اليمن "، وكتاب الجندي "السلوك في طبقات العلماء والملوك "، وكتاب الشرجي "طبقة الخواص أهل الصدق والاخلاص ". وقد اكتفت هذة الكتب بالاشارة إلى موقع الضريح،أي أن الشخص المتوفي دفن في المكان المعلوم مبنى عليه مشهداً دون التعرض إلىوصف ذلك المشهد ،كما تعرفنا من خلالها على مواقع هذة الاضرحة وكذلك التعرف على بعض أصحابها وكتاب المحلي بعنوان الحدائق الوردية في مناقب الائمة الزيدية "مخطوط مصور ،وكتاب يحي بن الحسين " غاية الاماني في أخبار القطر اليماني " وكتاب زبارة "أئمة اليمن " وهذة المصادر تحدثت عن سير الائمة وأماكن دفنهم ،كما أشار أصحابها إلى ذلك بعبارة "بني أو بنى الامام مشهداً، كما استفدت من كتاب الحمادي "كشف أسرار الباطنية " في الحديث عن ضريحي علي بن محمد الصليحي وأخية في زبيد وفي صنعاء ولقد أستفدت من كتاب بن علوي"سيرة الهادي كما استفدت من كتب التاريخ الاخرى التى تحدثت عن تاريخ اليمن .
أما المراجع العربية الحديثة التى استفدت منها فهي كتاب "تقاريرأثرية من اليمن "
لبربارة فنستر "مترجم" "وكتاب الدكتور مصطفى شيحة " مدخل إلى العمارة والفنون الاسلامية في الجمهورية اليمنية وكانت الفائدة منهم في الدراسة الوصفية لبعض الاضرحة التي تناولتها ،وكتاب الدكتور زكي محمد حسن "فنون الاسلام" وكتاب الدكتور أحمد فكري "المدخل إلى مساجد القاهرة ومدارسها"والجزء الاول والثاني وكتاب الدكتور فريد شافعي "العمارة العربية في مصر الاسلامية عصر الولاة" وذلك فيما يخص الدراسة المقارنة والتأصيل المعماري والزخرفي ،وكتاب "المعاني " "المشاهد ذات القباب المخروطة بالعراق" وكتاب الدكتور ربيع حامد خليفة " الفنون الزخرفية اليمنية في العصر الاسلامي " وذلك فيما يتعلق بالجوانب الفنية. وكتاب الدكتور حسن باشا "الالقاب " الذي كان المرجع الاساسي لدراسة الالقاب الواردة على التوابيت والشواهد " . وكتابة "قاعة بحث"الذي كان له الفضل في إرساء قواعد البحث العلمي إلى جانب ما تلقيتة من تعليم أثناء حضوري محاظرات قاعة البحث مع الدكتور حسن الباشا.
أما بالنسبة للرسائل العلمية التى أستفدت منها فأهمها :
رسالة محمد حمزة الحداد "قرافة القاهرةفي عصرسلاطين المماليك دراسة حضارية أثرية " ورسالة عبد الرحمن جارالله "عمائر مدينة ثلاء" ورسالة عبدالله موسى كامل "دراسة معمارية مقارنة للعمائرالدينية في عصر الدولة الصليحية في اليمن والفاطمية بمصر ورسالةعربي محمد ،"الحياة الفكرية في العصر الاوربي في مصر واليمن وأثرها على المظاهر الفنية "ورسالة آمال المصري "مدارس مدينة تعز باليمن في عصر بنى رسول"
أما بالنسبة للمصادر الاجنبية التى أعتمدت عليها في دراستي فأهمها :
Finester. Archaologische.Berichte Aus Dem Yemen.Band111
Serjent R.B Sanaa. An Arabian IsIamic city. Creswell. (K.A.C) Early
Muslim Architecture.and The Muslim Architecture of Egypt
Galvin. Lucien . Thula. Architecture. Et . urobanim Dume cite. De heute montagne en Yemen.
Monneret..De villard la necropali Muslmana di Aswan
وقد تمت الفائدة منها في مواضعها المختلفة من الرسالة .
هذا وكان المصدر المعول عليه في الدراسة هي الاضرحة المتبقية التى أمدتنا بالكثير من المعلومات عن هذه الاضرحة لاسيما تلك التى تشتمل على نصوص كتابية فأمدتنا بتاريخ البناء وتاريخ الانتهاء من العمل واسم الآمر بالبناء .
وتمت الدراسة الميدانية على الوجة الآتي:
*زيارة أولية للتعرف على المنطقة والاطلاع على ما بها من أضرحة وذلك بناء على ما توفر من معلومات تاريخية عن الضريح وموقعة وصاحبه.
*دراسة وصفية أعقبها رفع الاثر وعمل مخطط مبدئي ثم أخذ أبعاده وتثبيتها على المخطط .
* أخذ الصور الفوتوغرافية للاثر من جميع جوانبه وقراءة وتحليل الكتابة المنقوشة عليه.
* دراسة التوابيت الخشبية والتراكيب ووصفها وأخذ أبعادها وقراءة الكتابة المنقوشة عليها والتعرف على نوع الخط المستخدم في نقوشها .
* دراسة الشواهد الموجودة داخل الاضرحة وقراءة كتابتها ونوع خطوطها .
وقد صادف البحث مجموعة من الصعوبات والعوائق منها :
أولأ: أن موضوع البحث يغطي اليمن أكمله وقد تطلب ذلك القيام بالعديد من الزيارات الميدانية لجميع المناطق التي توجد بها الاضرحة التي قام الباحث بزيارتها كلها،مما سبب صعوبات كثيرة خاصة من حيث وسائل المواصلات جعله يستعين بالكثير من الناس ،على اعتبار بعض المناطق نائية وبعيدة عن التمركز الحضاري.
ثانيا:وجود بعض الاضرحة في اماكن نائية وبعيدة عن المتمركز الحضاري مثل ظفير حجة وكحلان عفار وظفار ذيبين وكوكبان ويفرس ، الامر الذي تطلب بذل مزيد من الجهد وخاصة في المناطق التى لاتقع على طرق المواصلات والتي تطلب الوصول إليها سيرا على الاقدام لمسافات طويلة
ثالثاً: أن بعض هذة الاضرحة غير مفتوحة للزيارة ،ولا تفتح إلا في أيام الجمع فقط مما اضطرني إلى معاودة الزيارة من أجل الدراسة عدة مرات.
رابعاً: العراقيل التي كان يضعها أمام الباحث بعض القائمين على هذه الاضرحة مما تطلب الحصول على تصاريح رسمية من أجل الزيارة العلمية الخالصة ،وخاصة من الهيئة العامة للاثار ووزارة الاوقاف .
وفي الاخير فإن الاضرحة في اليمن في مناطقها المختلفة تطلب الوقت والجهد الكبير، والمال الكثير ،حتى تخرج هذه الدراسة إلى حيز الوجود وتوثق تلك المباني التى بدأ يندثر منها الكثير إلى جانب ما اندثر ،وقد أورد الباحث بعض أضرحة مقبرة صعدة قد سقطت قبابها وإذا لم يتداركها أهل الصلاح لسقطت بقية الاضرحة ولخسر اليمن نوعا من المباني الاثرية التي أتخذت شكل الجوسق والتي ليس لها مثيل إلا في مقبرة أسوان بصعيد مصر ومقبرة الحلة بالعراق مما يدل على التواصل الحضاري بين مصر والعراق واليمن .
وبفضل الله وتوفيقه أمكن التغلب على تلك الصعوبات والعوائق بالتصميم والارادة وبلوغ المأرب والمقصد منها ألا وهو دراسة هذا النوع من الابنية والتي تمت زيارة كل ضريح منها على حده.
وقد قسمت البحث إلى تمهيد وخمسة أبواب درست في التمهيد الاسماء التي أطلقت على الابنية المقامة على القبور من حيث تعريفها اللغوي وما يطلق عليها علماء الاثار ، ونشأة الاضرحة في اليمن والعالم الاسلامي وتطورها.
وخصصت الباب الاول لدراسة الاضرحة في القرون الرابع والخامس والسادس الهجري،وذلك لان هذه القرون أغلب أضرحتها مندرسة ولم يتبقى منها سوى ضريحين :هما ضريح السيدة بنت أحمد بجبلة ،وضريح الشيخ العباس بأسناف خولان وقد قسمتة إلىأربعة فصول.
وأفردت الباب الثاني لدراسة أضرحة القرن السابع الهجري مبتدأ بضريح الامام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بظفار ذيبين .الباقية منها والمندرسة وقسمتة إلى سبعة فصول.
وخصصت الباب الثالث لدراسة أضرحة القرن الثامن الهجري الباقية منها والمندرسة وقسمتة إلىتسعة فصول.
أما الباب الرابع لدراسة أضرحة القرن التاسع الهجري الباقي منها والمندرس وقسمتة إلىستة فصول .
وخصصت الباب الخامس لدراسة أضرحة القرن العاشر الهجري وقسمته إلى ثمانية فصول وقد أشتملت هذه الدراسة مكونات الضريح من حيث التخطيط ومقارنته بغيره من تخطيطات الأضرحة سواء في اليمن أو في بقية مناطق العالم الاسلامي ,فضلاً عن دراسة مناطق انتقال قباب هذه الأضرحة وأنواعها وتطورها وأوجه الشبه والاختلاف بينها وبين مناطق الانتقال المستخدمة في إقامة القباب في العالم الإسلامي.
كما لم تغفل الدراسة تحليل وتاصيل عناصر الضريح من الداخل والخارج مثل العقود والمحاريب والاعمدة ونواصي منطقة الانتقال من الخارج.
أما الدراسة الفنية فقد تناولت التوابيت وشواهد القبور والعناصر الزخرفية التي ازدانت بها الأضرحة والتي تنوعت مابين الزخارف الكتابية والنباتية والهندسية فضلاً عن مقارنتها مع غيرها من أنواع الزخارف التي وجدت في بعض البلاد الاسلامية،وخاصة مصر والعراق مع إظهار ما انفردت به اليمن في هذا المجال.
وتضمنت الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث.
وفي الاخير لا بد أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في مساعدتي عند إعداد هذا البحث ومنهم الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبد الله رئيس هيئة الأثار والأستاذ الدكتور عبد الله الشيبة رئيس جامعة تعز والأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي مساعد نائب رئيس الجامعة على دعمهم المتواصل وتشجيعهم الدائم لي في البحث العلمي واشكر الداسات العليا على تسهيل مهمة البحث،وأتقدم بخالص الشكر والتقدير للدكتور حسين البكري عميد كلية الآداب ونواب العميد على حسن المعاملة وأتقدم بوافر الشكر والتقدير للدكتور عبد الغني علي سعيد رئيس قسم الآثار وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالقسم على مساعدتهم المستمرة لنا ،كما أشكر الدكتور رأفت النبراوي عميد كلية الآثار جامعة القاهرة والأستاذ الدكتور ربيع حامد خليفة رئيس قسم الآثار الاسلامية جامعة القاهرة على مابذلاه في مساعدتي وتسهيل مهمتي في جمع المادة العلمية والأستاذ الدكتور/ عبد الحليم نورالدين والأستاذ الدكتور أبو العيون بركات كما أشكر رئيس وأعضاء هيئة التدريس بقسم الآثار جامعة بغداد.
وأتقدم بخالص الشكر إلى جميع القائمين على مكتبة كلية الآداب والمكتبة المركزية جامعة صنعاء ومكتبة كلية الآثار والمكتبة المركزية جامعة القاهرة ومكتبة دار الكتب ومكتبة المتحف الوطني بصنعاء ومكتبة متحف الفن الاسلامي بالقاهرة ومكتبة المعهد الأمريكي للدراسات الإنسانية بصنعاء كما أتوجه بوافر التحية وجزيل الشكر إلى الأخت بتول طه أمينة مكتبة قسم الآثار جامعة بغداد وأشكر أخوي العزيزين الأخ /غيلان حمود غيلان والأخت نجاة الفقيه وأخوي الغاليين فهمي الأغبري وبلقيس محمد خالد والأخ العزيز مهند السياني والأخ طاهر هزبر والاخ رزاز عبد المجيد على مرافقتهما لي اثناء الزيارات الميدانية وزميلي مصلح القباطي وشهد مكي ,كما اتقدم بخالص الشكر للاخ فهمي محمد ابكر ,كما اتقدم بوافر الشكر الى شريكة حياتي ورفيقة عمري زوجتي رقية عبد الحميد حزام على مساعدتي لتهيئة الجو المناسب وتوفير الوقت لاعداد هذه الدراسة وفي الاخير نشكر كل من مد يد العون من قريب او بعيد في سبيل انجاز هذا البحث فجزاهم الله جميعاً خير الجزاء.